طلبت المجموعة العربية لدى الاممالمتحدة امس استئناف انعقاد الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للهيئة الدولية لمناقشة موضوع "الجدار التوسعي" الذي تقيمه اسرائيل في عمق الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. وجاء ذلك في أعقاب تقرير للامين العام للامم المتحدة كوفي انان خلص فيه الى نتيجة مؤداها ان اسرائيل "غير ممتثلة" لطلب الجمعية العامة "وقف والغاء تشييد الحائط داخل الاراضي الفلسطينيةالمحتلة". وعلم ان الجمعية العامة ستعقد في الثامن من الشهر الجاري جلسة خاصة لمناقشة مسألة الجدار وفي القاهرة قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان مناقشاته مع مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز الليلة قبل الماضية تناولت مشروع القرار الذي سيعرض على الجمعية العامة بخصوص الجدار الفاصل واحتمال إحالة الأمر على محكمة العدل الدولية. راجع ص 5 و 6. وأكد موسى ضرورة استمرار الجانب العربي في مساعيه في الجمعية العامة للأمم المتحدة لعرض موضوع الجدار على محكمة العدل الدولية، وقال ان الموقف العربي من هذه المسألة "مغاير للموقف الاميركي". وأشار إلى أن الموقف الأميركي واضح في عدم قانونية بناء المستوطنات "ولكن المسألة ليست في الجدل حول هذا وانما مدى فاعلية التناول الأميركي من اجل وقف بناء الجدار وبناء المستوطنات وتوسيعها". وشدد على أن إسرائيل ليس لديها أي رغبة في وقف بناء الجدار العازل وأنها ما زالت مستمرة في بنائه حتى هذه اللحظة. وفيما يتوقع انعقاد الجمعية العامة الاسبوع المقبل وان يعمل وفد فلسطين على استصدار قرار يأخذ المسألة الى محكمة العدل الدولية في لاهاي، اعرب مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية عن قلقهم من هذا الاحتمال. ونقل موقع الانترنت التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن محافل سياسية أن المستوى السياسي في إسرائيل لا يدرك حجم المعارضة الدولية، بما فيها الأميركية، لمسار الجدار الفاصل، بل بات الأميركيون يعتبرونه "شوكة في عيونهم". ويرى وفد فلسطين في الاممالمتحدة ان التدابير الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني "تطرح مسؤولية جنائية على حكومة اسرائيل تتعلق بانتهاكاتها حقوق الانسان وخروقاتها الخطيرة لاتفاقية جنيف الرابعة". وجرى نقاش في الدورة العادية للجمعية العامة امس حول القضية الفلسطينية وقعت خلاله مشادة حامية بين الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي تراشقا فيه بالتهم ب"النفاق" و"الارهاب". من جهة اخرى، طالب وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم سورية، في تعقيب له على تصريحات الرئيس بشار الاسد لصحيفة "نيويورك تايمز" الاحد الماضي بأن "تقوم بخطوات حقيقية نحو السلام" لخّصها في قيام سورية ب"إغلاق معسكرات تدريب المتطرفين". وأضاف شالوم أن إسرائيل "تتشجع كلما سمعت أن هناك بلدا ما يتحدث عن السلام أو يرغب في السلام"، وأنه "إذا أرادت سورية العودة إلى المفاوضات معنا فنحن مستعدون للحوار معها بشكل جدي". ووصف "وثيقة جنيف" بأنها "ليست مبادرة كما يحاول بعض الإعلاميين إيهامنا بل هي مجرد تقليعة إعلانية ليس إلاّ". الى ذلك، هاجم نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بشدة وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس ووصفه بأنه "غير مفيد للعملية" السلمية بسبب نيته لقاء القائمين على "مبادرة جنيف"! وعلى الصعيد الميداني، أبلغ الاسرائيليون الجانب الفلسطيني امس ان قوات الاحتلال تعتقد بأن ثمة جثة او اثنتين لا تزالان تحت انقاض منزل من اربع طبقات هدمته في رام الله اول من امس، اضافة الى جثث الفلسطينيين الخمسة الذين استشهدوا وعرفت هوياتهم. ويبقي هذا الابلاغ احتمال استشهاد القائد العسكري ل"حماس" في رام الله الشيخ ابراهيم حامد قائماً. وساد اعتقاد قبل ذلك بان الشيخ حامد، الذي كان من المستهدفين الرئيسيين في العدوان العسكري الاسرائيلي الواسع على رام الله قد نجا.