أخفق الرجل الآلي الأوروبي "بيجل-2" للمرة السابعة على التوالي في الاتصال بالمركبة الأمريكية مارس أوديسي، وفق ما أعلن المسؤولون عن المشروع أمس.. وقال المتحدث باسم المشروع بيتر بارات "نستطيع أن نؤكد أن أوديسي لم يلتقط إشارة" صادرة عن "بيجل-2". وكانت المركبة أوديسي الموجودة في مدار المريخ حاولت منذ أمس الأول التقاط إشارة، وهي عبارة عن تسع نوتات موسيقية لفرقة الروك البريطانية "بلور"، لكنها لم تنجح. ويأتي فشل هذه المحاولة الرابعة التي تقوم بها مارس أوديسي لكشف مصير الرجل الآلي الأوروبي وقد قام بالمحاولات الثلاث الأخرى المنظار جوردل بنك قرب مانشستر في بريطانيا، في وقت كان من المفترض أن يهبط على سطح المريخ الخميس الماضي. وقد انعكس صمت المسبار الذي حددت مهمته بالبحث عن آثار لحياة سابقة أو حالية على الكوكب الأحمر, سلبا على الرحلة بعد نجاح عملية وضع مركبة وكالة الفضاء الأوروبية في مدار المريخ, في أول مهمة فضائية أوروبية. وقد تضاءلت الآمال بالعثور على المسبار بعد أن فشل التليسكوب العملاق "جودريل بانك" في التقاط أي إشارة تدل على هبوطه على سطح المريخ بسلام. وكان من المقرر أن يهبط المسبار الذي تكلف نحو 35 مليون جنيه استرليني، على سطح الكوكب الأحمر في تمام الساعة 54.02 بتوقيت جرينتش من يوم الخميس بعد رحلة قطع خلالها 400 مليون كيلومترا في ستة أشهر. وكان من الضروري أن يعاد شحن بطاريات المسبار يوم هبوطه على المريخ ليستطيع مواصلة عمله لليلة الأولى على الكوكب.. وقد حلقت سفينة الفضاء "اوديسي" فوق موقع هبوط بيجل في وقت مبكر من يوم عيد الميلاد، إلا أنها فشلت في تتبع الإشارة، وستكون لاوديسا فرصة يومية لالتقاط اشارة من بيجل 2 حتى الثالث من يناير المقبل عندما تبدأ مركبة "مارس اكسبرس" الأوروبية - المركبة الأم الموجودة حاليا على متن الكوكب - مهمتها لتتمكن من محاولة الاتصال ببيجل، كما سيستمر عمل التليسكوب جودريل في البحث عن المسبار على سطح المريخ. كما تلقى فريق بيجل 2 العلمي عرضا بالمساعدة في البحث بتليسكوب عملاق في ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأمريكية. 5 احتمالات ومن جهته قال العالم كولين بيللينجر، المسؤول عن مشروع بيجل للصحفيين في مكتب الجامعة المفتوحة شمال لندن انه سيواصل عملية البحث في يناير إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.. وقال "هذه مركبة صغيرة للغاية وترتيب عملية الاتصال لم تكن واضحة". وأوضح بيللينجر أن فريق العمل كان قد وضع خمسة تفسيرات محتملة لاختفاء المركبة "بيجل 2" هي: 1- بيجل موجودة على سطح المريخ ولكن ليس في المكان المتوقع. 2- الهوائي ليس في الإتجاه الصحيح. 3- حدوث خطأ في المعلومات الكمبيوترية بعد الهبوط أثر على توقيت تشغيل الناقل. 4- هناك لبس وتداخل بين نظام اتصالات رحلة "مارس اوديسي" و"بيجل". 5- فشل في الهبوط أثناء دخول المدار. وكان المسبار "بيجل 2" قد انفصل بنجاح عن المركبة الأم "مارس إكسبريس" التي كانت تقله.. وأكمل الجزء الأخير من الرحلة نحو المريخ بمفرده ودون أي قوة محركة حيث قطع مسافة 250 مليون كيلومتر. ودخل "بيجل 2" الذي لا يتعدى طوله مترا واحدا في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الغلاف الجوي للكوكب الأحمر ليهبط على سطحه بمساعدة مظلات خاصة وأكياس هوائية مجهزة لهذا الغرض. وكان من المقرر في حالة هبوط المسبار طبقا للخطة الموضوعة مسبقا دون تعرضه لأية صعوبات أن يبدأ في ارسال فيض من البيانات. وفي حالة نجاح رحلة بيجل فانه سيقوم بوظيفة البحث عن أي شكل من أشكال الحياة على سطح المريخ في مهمة تستغرق 180 يوما. لكن فرص نجاح هذه المهمة ضعيفة. وعلى الرغم من أنه قد تم توجيه أكثر من 30 مركبة نحو الكوكب الأحمر منذ الستينيات إلا أن ثلاثة مسبارات فقط هي التي نجحت في الوصول إلى سطح المريخ. نجاح أوروبي وفي الوقت الذي ينصب فيه التركيز على مركبة بيجل المفقودة، فإن المعلومات التي تقول ان "مارس اكسبرس" قد دخلت مدارا حول الكوكب الأحمر بشكل صحيح ستسعد وكالة الفضاء الأوربية. ويعطي تأخر احتراق وقود المحرك 37 دقيقة - في نفس الوقت تقريبا الذي كان تهبط فيه بيجل على سطح المريخ - المركبة الأم السرعة الكافية التي يتحكم فيها مجال جاذبية الكوكب.. ومن المنتظر تعديل مدار مارس اكسبرس الأسبوع القادم، بشكل تدريجي استعدادا للقيام بمهمته العلمية. ومن جانبه قال ديفيد ساوثوود، رئيس قسم العلوم بوكالة الفضاء الأوروبية: "وصول مارس اكسبرس يعد نجاحا عظيما لأوروبا ومجتمع العلم الدولي. الآن، نحن ننتظر فقط إشارة من بيجل 2 لجعل عيد الميلاد هذا العام أفضل مناسبة يمكن أن نتمناها" وأضاف ساوثوود قائلا: "فبمارس اكسبرس، يكون عندنا مرصد قوي جدا في المدار حول المريخ ونتطلع إلى استقبال نتائجه الأولى".