استأنفت "محكمة جرائم الحرب" في لاهاي امس، محاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش في 61 تهمة تخص الأحداث المأسوية التي وقعت في كل من كرواتيا والبوسنة، فيما اجمع مراقبون في بلغراد على ان المحاكمة ستزيد من إحجام الناخبين عن التصويت للمرشحين الموالين للغرب في انتخابات الرئاسة الصربية التي تجرى بعد غد الأحد. وأعربت وسائل الإعلام الصربية عن استيائها من هذه المحاكمة، واعتبرتها "محاولة يائسة جديدة لتحميل ميلوشيفيتش والصرب عموماً مسؤولية الحروب الأهلية التي وقعت في البوسنة وكرواتيا، جراء ما حصل من عمليات انفصال من جانب واحد عن الاتحاد اليوغوسلافي". وقال تلفزيون بلغراد امس، ان الادعاء العام "سيفشل في اثبات وجود علاقة مباشرة لميلوشيفيتش بأحداث البوسنة وكرواتيا، كما عجز عن تقديم ادلة دامغة للتهم التي وجهها ضد ميلوشيفيتش بخصوص قضايا اقليم كوسوفو". وأضاف: "حصلت احداث كرواتيا والبوسنة بين عامي 1991 و1995، في وقت كان القادة الغربيون وأعلامهم يصفون ميلوشيفيتش برجل السلام في البلقان، فكيف انقلب في الفترة نفسها الى مجرم حرب، ولماذا بقيت التهم ضده من دون إثارة حتى عام 1999 حيث ظهرت بعد الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا؟". وساد اعتقاد في بلغراد ان تزامن استئناف محاكمة ميلوشيفيتش مع انتخابات الرئاسة الصربية، سيساهم في تضاؤل فرص فوز ميروليوب لابوس المرشح الموالي للغرب والمدعوم من رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش الذي يخوض صراعاً على السلطة مع المرشح الأقوى الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا. ورجح المراقبون في بلغراد، ان تنصب فوائد الاستياء الصربي من هذه المحاكمة بدرجة رئيسة، في مصلحة المرشح المتشدد فويسلاف شيشيلي زعيم "الحزب الراديكالي الصربي" الذي وضعته الاستطلاعات في المركز الثالث بعد كوشتونيتسا ولابوس، خصوصاً ان محطات التلفزيون الخاصة في بلغراد كررت امس عرض رسالة ميلوشيفيتش الخطية التي تؤكد دعمه لانتخاب شيشيلي. ويذكر ان المحكمة قررت استدعاء 177 شاهداً في قضايا البوسنة وكرواتيا ضد ميلوشيفيتش، الذي اصر على الترافع شخصياً دفاعاً عن نفسه من دون الاستعانة بمحامين، لأنه لا يزال يرفض الاعتراف بشرعية المحكمة.