دهمت القوات الأميركية مساء الاثنين منزل أمير طي الشيخ غازي حنش رئيس عموم عشائر طي في العراق، الكائن في شارع حيفا بوسط بغداد. ونفذت قوة أميركية عملية دهم متزامنه لمنزله في الموصل واعتقلت ولده وعدداً من أقربائه بعد قتل الحارس الشخصي الأمير غازي. وتجد مصادر مطلعة، في هذه العملية، خطوة غير مفهومة تساهم في تعقيد الأوضاع وزيادة حدة التوتر، وتصفها بأنها تصرف لا ينم عن معرفة جيدة بشخصية الأمير غازي وموقعه الاجتماعي وصلته بعدد كبير من العشائر الطائية ذات المذهب الشيعي التي تدين بالولاء العشائري للأمير غازي. ويلاحظ من خلال التحركات التي قامت بها العشائر الطائية في العراق، أن هذه العشائر تلقت نبأ اعتقال أميرها بالسخط والغضب، مؤكدة أن إقدام قوات التحالف على اعتقال أميرها سيكون الفتيل الذي يشعل الحرائق في العراق، كما فعل اعتقال الشيخ شعلان أبو الجون في أحداث ثورة العشرين في العام 1920. وأكد عدد من أفراد عائلة الأمير غازي أن العشائر الطائية تعتزم التظاهر في بغداد الجمعة للمطالبة بإطلاق سراحه. ومعروف أن طي واحدة من أعرق العشائر العراقية التي نزحت إلى العراق من الجزيرة العربية في أعقاب الفتح الإسلامي، وتضم عدداً كبيراً من العشائر منها: آل بو عامر والانبارين الطائيين والمسارة وآل بو محيي، وهي عشائر شيعية تسكن بغداد. وتتركز عشائر طي السنية في الموصل وكركوك وبيجي وتكريت وبغداد، كما توجد بعض العشائر التي تتلقب بلقب طي مباشرة في النجف وكربلاء والديوانية. وتدين كل هذه العشائر بالولاء للأمير غازي حنش الذي تولى الإمارة بعد وفاة عمه في السبعينات، ويتصف بصفات الكرم ودماثة الأخلاق ولم يكن من المحسوبين على صدام حسين، على رغم انه كان يتمتع بموقع سياسي واجتماعي لم يستطع صدام حسين تجاهله. يذكر أن وزير الدفاع السابق الفريق أول الركن سلطان هاشم أحمد هو أحد أفراد عشيرة طي في الموصل. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مقربين من الأمير غازي أن الرجل الثاني في النظام العراقي السابق عزة إبراهيم الدوري صديق طفولة للأمير غازي، وان أحد أبناء غازي متزوج من إحدى بنات الدوري.