منذ سنوات قليلة ازدهرت حركة المطاعم التي تقدم وجبات سريعة وتحمل صفة "تيك اواي" Take away في بغداد. ويعود سبب هذا الازدهار والإقبال الى ان العائلات العراقية وجدت في هذه المطاعم متنفساً وبديلاً من المطاعم الكبيرة والفخمة التي بدأت تغزو بغداد خلال السنوات الأخيرة والتي تتسم بارتفاع اسعار وجباتها. اما بعد الحرب الأخيرة على العراق، فانحسرت ظاهرة هذه المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة بأسعار تتناسب مع مستوى الدخل اليومي للمواطن العراقي. تعتبر الحارثية من اهم مناطق ال"تيك اواي"، فهي تضم اكثر من 50 مطعماً من هذا النوع. وشارع الحارثية الذي يقع بين القصر الكبير لصدام حسين من الجهة الشمالية ومقر الاستخبارات العراقية من الجهة الجنوبية، تعرض الى اضرار كبيرة بسبب الحرب اولاً واجتياح اللصوص ثانياً المواقع التي تعرضت للقصف. ويقول حاتم الشكرجي صاحب احد المطاعم في هذا الشارع والذي أعاد تأهيل كامل مطعمه الذي كان اصيب بالقصف، ان سبب قلة رواد المطعم يعود الى الفترة الطويلة التي استغرقها تأهيله واعادة تجهيزه. ويقول احمد الداوود صاحب مطعم آخر في الشارع نفسه، إن سبب قلة رواد مطعمه "يعود الى ضعف القدرة الشرائية للعائلات بسبب البطالة المتزايدة ونفاد مدخرات العائلات العراقية التي اصبحت تعاني مأزقاً مالياً، اضافة الى غياب الأمن، الامر الذي يتعذر معه الخروج ليلاً". من جهته، يؤكد صبحي الدروبي الذي يملك مطاعم عدة في شارع الحارثية، ان الكساد الذي يعم مطاعمه يعود الى اضطراره لزيادة اسعار المأكولات ليتمكن من دفع الإيجارات من جهة وتسديد ثمن المولدات الكهربائية وكلفة تشغيلها بسبب طول فترة انقطاع التيار الكهربائي. اما كمال الشاطي وهو صاحب مطعم ايضاً في الشارع، فيقول ان السبب في هذه الظاهرة هو "الشكوك الكبيرة التي تراود المواطنين في شأن صلاحية الأطعمة التي تقدم في مطاعمنا والتي كثيراً ما تتضرر بسبب سوء حفظ الأطعمة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، ما يدفعنا الى إتلافها وهذا يسبب لنا خسارة كبيرة". كما ان الظلام وانتشار اللصوص والسكارى والمتسولين في الطرقات يزعج العائلات ويمنعها من الخروج ليلاً. وعن فكرة افتتاح مطاعم وجبات سريعة اميركية في بغداد، يقول احد المواطنين ان أي مطعم من هذا النوع سيفجر بعد ساعة من افتتاحه!