سيطر جو من التناغم والتعاون بين رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري على جلسة مجلس الوزراء امس التي طغت عليها قضية الجامعة اللبنانية في ضوء اضراب اساتذتها المستمر منذ اكثر من شهر. واستغرقت مناقشة مطالب الاساتذة والحلول المطروحة اكثر من ثلاث ساعات تقرر اثرها ان يستكمل النقاش في جلسة استثنائية تعقد الجمعة المقبل لاتخاذ القرار النهائي بعدما استفاض جميع الوزراء في مناقشتها ما يوحي بأن هناك تبايناً حيالها. وقرر مجلس الوزراء بناء لطلب وزير الاتصالات جان لوي قرداحي تمديد عقدي تشغيل الهاتف الخلوي الجاريين من شركتي "سيليس" و"ليبانسيل" حتى نهاية آذار مارس المقبل، وأكد تمسكه بدفتر الشروط لاجراء مناقصة او مزايدة لتلزيم الهاتف الخلوي رافضاً الاخذ بالملاحظات التي تقدمت بها الشركات خصوصاً تلك المتعلقة بادخال تعديلات على مسودة العقود. وقد عارض التمديد نائب رئىس الحكومة عصام فارس، معتبراً ان ما يجري يصب في مصلحة الشركتين. ووافق المجلس على تمديد المهلة المعطاة للشركات من اجل التقدم بالاسعار سواء بالنسبة الى المزايدة ام المناقصة لادارة الخلوي على ان تنتهي في السابع من كانون الثاني يناير المقبل. ودرس المجلس طلب وزير الطاقة والكهرباء ايوب حميد تعيين سبعمئة موظف جديد في مؤسسة كهرباء لبنان ووافق على توظيف 200. ولقي البند الخاص بفتح اعتماد اضافي في الموازنة للعام 2003 لتسديد مستحقات فوائد على قروض وسندات خزينة داخلية وخارجية، معارضة قادها فارس معتبراً ان ما يجري يناقض مضمون المادة 7 من الموازنة والمادة 85 من الدستور، وانه جرى تسديد 550 بليون ليرة من المبلغ الوارد في هذا البند والبالغ 800 بليون ليرة مقترحاً ان يصار الى فتح الاعتمادات الاستثنائىة بقانون خاص. وكان لحود افتتح الجلسة بتهنئة اللبنانيين بحلول الاعياد مشدداً على ان لدى الجميع رغبة في العمل وزيادة الانتاجية على رغم الصعوبات ولافتاً الى ان الجميع يعمل لمصلحة البلد وان الخلافات تبقى طبيعية لأن لكل واحد رأيه لكن المصلحة العامة تجمع. ورأى لحود ان "لا يجوز ان نخاف من طرح كل الامور وان نقرر ما هو لمصلحتنا وان التباين لن يكون سبباً لتأخير مناقشة المواضيع بدلاً من اهمالها"، مشدداً على تكثيف الحضور اللبناني في كل المناسبات. وأثنى الحريري على ما قاله لحود وأمل ان تكون الاجواء الايجابية حافزاً للتأسيس لمرحلة جديدة عنوانها تفعيل العمل الحكومي. وأيد الحريري طرح كل المواضيع على بساط البحث بما فيها القضايا المسماة خلافية. وقال ان الاختلاف في الرأي، امر طبيعي لكن هذا لا يمنع التفاهم عليها وبتها في مجلس الوزراء. وأعلن في دردشة مع الصحافيين عن جلسة الجمعة، موضحاً ان موضوع الجامعة "مهم وأساسي ولا يمكن سلقه، والحكومة تعالجه بكل جدية مع الاخذ في الاعتبار مصالح الطلاب والاساتذة والجامعة والبلد". وأكد ان "الهدف هو الوصول الى حلول"، مشيراً الى "ان الحكومة موافقة في المبدأ على موضوعي صندوق التعاضد والمجالس التمثيلية، لكن تبقى مطالب اخرى منها خفض سن التقاعد من 40 الى 30 وغيرها، وهي لا تزال موضع نقاش، ويجب ايجاد الحلول لها كلها". وعن موضوع فتح اعتماد في موازنة العام 2003 اشار الحريري الى "ان نقاشاً دار حول قانونية هذا الامر أو عدم قانونيته، وقررنا نتيجة النقاش اخذ رأي مجلس شورى الدولة اشارة الى معارضة فارس. اعتصام الاساتذة وأمام المتحف الوطني اعتصم اساتذة وطلاب في الجامعة اللبنانية ونقابيون طلباً لتحقيق مطالب الجامعة. ورفع المعتصمون الذين احيطوا بطوق امني منعهم من التقدم في اتجاه مقر مجلس الوزراء، لافتات سألت عن اسباب توافر الاموال لكل شيء وعدم توافرها للجامعة. وأكد رئىس رابطة الاساتذة المتفرغين الدكتور شربل كفوري ان الاضراب يعلق اذا استجيب للمطالب. وقال: "مطالبنا واضحة ومحقة وهي اصلاحية، بعكس ما يشاع. نريد رفع اليد السياسية عن الجامعة، نحن لسنا حصة لأي سياسي ولا للطوائف ولا للمذاهب، انها جامعة الوطن كله". وشارك في الاعتصام تضامناً طلاب من الجامعتين الاميركية واليسوعية.