دعت صحيفة "الجماهيرية" الليبية الرسمية الى الضغط على اسرائيل من أجل ان تزيل اسلحة الدمار الشامل، وذلك بعد قرار طرابلس التخلص من أسلحة الدمار الشامل، في اطار اتفاق مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا. ورحبت طهرانوبكينوقطر والبحرين واسرائيل ودول اخرى بالخطوة الليبية. ونشرت صحيف بريطانية ان ليبيا قدمت ايضاً معلومات تفصيلية عن مئات من تنظيم "القاعدة"، مشيرة الى احتمال عقد قمة تجمع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مع الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وعلى رغم النفي لهذا الاجتماع، نقلت صحيفة "صنداي تايمز" عن رئاسة الحكومة البريطانية ان بلير وبوش سيسعيان خلال المحادثات مع القذافي الى اتفاق رسمي في شأن تخلي ليبيا عن أسلحة الدمار الشامل. وقالت ان اللقاء سيعقد خلال الشهور المقبلة على "أرض محايدة"، ربما ايطاليا. ونقلت عن مسؤول ان المحادثات تهدف الى دعم هذا الاتفاق "التاريخي" الذي توصلت اليه الدول الثلاث. ونشرت صحيفة "اوبزرفر"، في صدر صفحتها الأولى، ان ليبيا قدمت معلومات تفصيلية عن مئات من أعضاء "القاعدة" وغيرها من "الجماعات الاسلامية المتطرفة"، كجزء من صفقة لإنهاء عزلة ليبيا. وقالت ان مفاو ضات سرية جرت بين ليبيا من جهة وبريطانيا واميركا من جهة اخرى، لأكثر من عامين. وكانت "الجائزة الحقيقية" الحصول على "معلومات مهمة من أحد أهم اجهزة الاستخبارات التي يخشاها الكثيرون"، مشيرة الى ان جهاز الاستخبارات الليبي يضم شبكة متطورة من المكاتب في كل انحاء افريقيا والشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بريطاني ان أحد أهم المفاوضين الليبيين موسى كوسى كان "عدواً لدوداً لبريطانيا ومتهماً بتصدير الارهاب الدولي والاشراف على دعم ليبيا لمنظمة الجيش الجمهوري الارلندي المحظورة اي آر ايه". وفي طرابلس، كتبت صحيفة "الجماهيرية" الرسمية ان "الخطوة الليبية تشكل ضغطاً استثنائياً على الاسرائيليين"، موضحة ان "فزاعة الخوف من أسلحة العرب التي تعودوا الركون اليها لم تعد قائمة". وقالت: "لن تبقى أسلحتهم مسكوت عنها وبعيداً عن عيون بليكس والبرادعي"، في اشارة الى كبير المفتشين الدوليين عن الأسلحة في العراق سابقاً هانس بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وكتبت صحيفة "الزحف الأخضر" الرسمية: "لقد سعينا الى تطوير قدراتنا الدفاعية اثناء الحرب الباردة مثلما تفعل كل الدول للمحافظة على أمنها وسيادتها والآن قررنا بكل شجاعة ان نتخلص منها". أما في اسرائيل، فاعتبرت الصحف ان اعلان ليبيا التخلي عن برامجها لتطوير أسلحة الدمار الشامل "تطور دراماتيكي وايجابي" ونصر للسياسة الاميركية القائمة على فرض نظام عالمي جديد. واعادت الإعلان الى مخاوف ليبيا وزعيمها من ان يلقيا مصيراً مماثلاً لما حصل في العراق ورئيسه المخلوع صدام حسين. لكنها استبعدت ان يفضي الاعلان الليبي الى ممارسة ضغوط اميركية على اسرائيل لتتنازل عن ترسانتها النووية. وابدت ثقتها ان مثل هذه الضغوط ستمارس على ايران وسورية في كل ما يتعلق بقدراتهما غير التقليدية "فضلاً عن كونهما دولتين تدعمان الارهاب". ورحب الرئيس المصري حسني مبارك "بالقرار الليبي"، لكنه شدد على ضرورة ازالة اسرائيل لأسلحة الدمارالشامل "في اي شكل من الاشكال". وقال: "فتحت معهم الموضوع اكثر من مرة ايام شمعون بيريز. وقالوا بعد ان تنتهي قضية الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني سنكون غير محتاجين لاي اسلحة دمار شامل واتمنى ان يكون ذلك صحيحا وان تسيرالقضية فى الطريق السليم". وأشادت ايران التي وافقت في الآونة الأخيرة على السماح بعمليات تفتيش مفاجئة لمنشآتها النووية بقرار ليبيا. وحث حميد رضا آصفي الناطق باسم الخارجية الايرانية المجتمع الدولي على زيادة الضغط على اسرائيل كي تنصاع للقانون الدولي في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وقال: "حان الوقت كي يتجه العالم الى نزع أسلحة اسرائيل باعتبارها التهديد الرئيسي للمنطقة". كما أشاد بالخطوة الليبية كل من قطر والبحرين. كذلك، رحبت الصين بقرار ليبيا ونقلت "وكالة انباء الصين الجديدة" شينخوا عن ليو جيان تشاو الناطق باسم الخارجية الصينية ان بكين ترى دائماً ان الاساليب السياسية والديبلوماسية هي اكثر الأشكال فاعلية لتحقيق هدف عدم انتشار اسلحة الدمار الشامل وان الصين تؤيد الجهود الرامية الى تعزيز الحوارات والتعاون الدوليين في هذا الصدد". وقال الامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى ان على اسرائيل ان تقوم بالخطوة التي نفذتها ليبيا. وقال ان "هذا الموقف الليبي يؤكد اهمية الضغط على اسرائيل والعمل على ان تلترم كل قواعد منع الانتشار النووي والانضمام الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية".