اشتهرت مصر قديماً وحديثاً بصفات كثيرة، مثل كونها بلد الآثار والتاريخ والقطن وغيرها. ونادراً ما اشتهرت كموطن لأنواع وفصائل من الحيوانات والطيور والنباتات النادرة. والحال ان مصر تحتوي على تنويعة ضخمة من الكائنات سواء الأسماك والكائنات البحرية في البحر الأحمر أم الحيوانات الرائعة المختبئة في رمال الصحراء الغربية. وتكشفت الابحاث البيئية المدققة عن مجموعات بشرية في مناطق عدة لم تصل اليها ايادي المدنية الطويلة، مثل "البشايرة" في جنوب شرقي مصر وبدو الصحارى وغيرهم. من المعمار الى البيئة وأخيراً، صدر كتاب بالانكليزية عنوانه "الحياة البرية في مصر والسعي للحفاظ عليها" Egypts Wilderness and the Quest for Conservation عن دار نشر "ايميج هاوس"" من تأليف الشاب المصري غبريال ميخائيل الذي درس الهندسة المعمارية في مصر والولايات المتحدة الاميركية، ثم تحول الى المعمار الأثري والحضارة المصرية. ونمت لديه هواية التصوير الفوتوغرافي للحياة البرية. وصب اهتمامه على البيئة وكائناتها كافة. ويوثق الكتاب بالصورة والكلمات برية مصر. ويستهل الكتاب بوصف "جبل علبة" الذي يرتفع 1437 متراً ويمتد على البحر الأحمر ويشكل اهم منطقة للحياة النباتية والحيوانية البرية مصرياً. ويحتوي على 500 نوع من النباتات، بينها نوع واحد على الاقل لا وجود له إلا في "جبل علبة". وتضم الصحراء الشرقية في طياتها، أنواعاً وفصائل من النباتات البرية تختص بتلك المنطقة. ويبرز منها نبات يعطي ازهاراً لا تتفتح إلا في الليل، وتختفي مع اشعة الشمس الاولى. وهناك كذلك شجيرات "فرشاة الاسنان" التي تنتشر اوراقها وجذورها في شكل يشبه كثيراً فرشاة الاسنان. وتطرح تلك الشجيرات نوعاً من التوت الذي يؤكل، ويتميز بحلاوة الطعم. وفي الصحراء الشرقية ايضاً نوع من الغزال هو Dorcas Gazelle الذي طالما تغنى الشعراء العرب بجماله. ويجمع الجمال الى القوة، التي تلائم ظروف عيشها البالغة القسوة. وتستمد السوائل التي يحتاجها جسمه من النباتات التي يأكلها. ويتهدد تلك الغزلان خطر الانقراض، نظراً لكثافة صيدها، الممنوع قانوناً. وحينما يتقابل البحر الاحمر والشاطئ، تتكون نماذج غريبة للحياة، فتعيش حيوانات مهيأة للعيش على البر وفي البحر برمائية. ويتكاثر طائر "ابو ملعقة" او الملاعقي، وهو طائر مائي ضخم ذو منقار شديد الشبه بالملعقة. ويستخدمه في تنقية الاكل من ماء البحر. وقد خلده قدماء المصريين في الكثير من فنونهم. حياة جزر البحر الاحمر ولان جزر البحر الاحمر ال40 غير مأهولة بالسكان، فان الحياة البرية مزدهرة فيها، لا سيما الطيور حيث يعيش هناك 16 فصيلة منها. ويشير الكتاب الى "النورس ذي العين البيضاء" الذي لا يوجد منه في مصر الا في تلك الجزر. ويقال ان 30 في المئة من اعداده عالمياً تعيش فيها. ومع البحر الاحمر، تقفز الى الأذهان صورة الشُّعاب المرجانية ويحتوي 200 نوع منها. وتُعد هذه الشُّعاب نفسها مناطق سكنية لانواع وفصائل عدة من النباتات والحيوانات. ومن عجائب مياه البحر الاحمر سمكة "ديغونغ" Dugong وهي من الثدييات الغريبة فيه مثل الحيتان والدلافين، لكن تعيش في مياه ضحلة. وعلى رغم أحجامها الضخمة، لا تؤذي ابداً، كما انها نباتية" وللاسف فانها ايضاً معرضة للانقراض. اما اخطر أنواع الثعابين الموجودة في مصر على الاطلاق فموطنها في جبال ووديان جنوبسيناء، واسمه "أفعى فلسطين ذات الخال". اما قط الرمال أو Felis Margarita فهو قط صغير جميل موجود في وسط سيناء وشمالها، حجمه صغير ولونه من لون الرمال بالضبط. ويفرد الكتاب جانباً كبيراً للسكان الاصليين، ففي الجزء الجنوبي من مصر يعيش اناس حاميون Hamitic اصولهم غير معروفة، هم "البشايرة" الذين يتحدثون لغة "بيجا" وهم يعيشون مع "الرشايدة" من اصول عربية. والى الشمال، يعيش البدو الذين هاجروا من شبه الجزيرة العربية. ويعرض المؤلف مجموعة من الصور النادرة ل"البشايرة" الذين يرجح انهم عاشوا هناك منذ ما يزيد على اربعة آلاف عام.