عقدت لجنة المتابعة لمجلس اتحاد المغرب العربي، أمس، دورتها التحضيرية في الجزائر لدرس سلسلة من المشاريع التي كان بحثها خبراء وكبار موظفي الدول الأعضاء للإعداد لمشاريع التوصيات التي من المقرر أن يدرسها، اليوم الأحد، وزراء خارجية الاتحاد المغاربي الذين لم يكن قد وصل غالبيتهم حتى مساء أمس الى الجزائر. وجاء هذا الاجتماع في وقت استبعد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ان تقوم فرنسا بوساطة لتسهيل انعقاد قمة لاتحاد المغرب العربي المقررة في 23 و24 كانون الاول ديسمبر في الجزائر والمهددة بتغيب المغرب عنها. وقال ا ف ب بوتفليقة بعد لقاء على انفراد في باريس الجمعة مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان القمة "مسألة يحلها المغاربة". وكانت الصحف المغربية ذكرت ان مشاركة الملك محمد السادس في القمة غير مؤكدة، مشيرة الى ان تحقيق تقدم في تسوية النزاع حول الصحراء الغربية شرط مسبق لتحريك عملية التكامل المغاربية. وأوضح الرئيس الجزائري: "نقوم بالاعداد لعقد قمة اتحاد المغرب العربي بالذين سيحضرونها". لكنه اضاف رداً على سؤال عن انعقاد القمة ان "الامر مرتبط باعضاء الاتحاد ... انهم يجتمعون عندما يريدون ذلك". وقلل الرئيس الجزائري من انعكاسات الاختلاف في موقفي فرنساوالجزائر في شأن الصحراء الغربية التي تؤيد باريس موقف الرباط منها، على العلاقات بين البلدين. وقال: "يمكن ان يكون هناك خلاف بيني وبين الرئيس شيراك حول هذه المسألة الدولية او تلك لكن هذا لا يعني انتهاء العلاقات المميزة بين الجزائروفرنسا". وذكرت الرئاسة الفرنسية ان شيراك وبوتفليقة ناقشا العلاقات الثنائية وقضايا مغاربية وقمة اتحاد المغرب العربي الذي يضم الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وليبيا. ولوحظ في الجزائر ان افتتاح اجتماع لجنة المتابعة المغاربية تأخر حتى منتصف نهار أمس. وسُجّل غياب كل من الوزير المنتدب للشؤون الخارجية المغربي والليبي عن الاجتماعات، بينما حضرها الوزيران المنتدبان لموريتانيا وتونس. وتخلفت غالبية الصحف المحلية عن متابعة الاجتماع بسبب ضعف مستوى تمثيل الدول الأعضاء. وركز رئيس الوفد المغربي السيد محمد ازروال، مدير الشؤون العربية والاسلامية في وزارة الخارجية المغربية، في كلمته على ضرورة "توفير كل الظروف المناسبة في اطار مناخ مغاربي سليم وفضاء قادر على الابداع والتطور واستيعاب كل المتغيرات". لكنه دعا إلى "الاحترام الكامل للخصوصيات الوطنية والمصالح العليا الحيوية". وأوضح أزروال أن بناء الاتحاد المغاربي يعتبر "خياراً استراتيجياً ورهاناً اقليمياً يؤمن بحتمية كسبه وهو محل اهتمام جميع الفعاليات والمكونات السياسية الوطنية المغربية". وأكد أنه "لن يدخر جهداً ولن يتردد في وضع يده في يد اشقائه من اجل اضاءة شعلة الغد الواعد المشترك". وأوضح الوزيرالجزائري المنتدب للشؤون الإفريقية والمغاربية عبدالقادر مساهل ان اللقاء المغاربي المرتقب سيكون فرصة "لاستشراف مستقبل الاتحاد المغاربي واعداد شروط واسباب تفعيل هياكله وترقية مؤسساته"، مشيراً إلى أن بناء الصرح المغاربي "ظل ولا يزال في طليعة الخيارات التي سعت دول الاتحاد الى تحقيقه بادراجه ضمن الأولويات الوطنية باعتباره مشروعاً استراتيجياً ومصيرياً". وأشار مساهل في هذا الاطار الى ان الجزائر "سعت خلال فترة رئاستها للاتحاد الى تجسيد هذا التطلع من خلال الوفاء الكامل بالتزاماتها الاتحادية". ودعا إلى اجراء مراجعة شاملة وموضوعية "تمكن من تحقيق انطلاقة متجددة ورؤية واضحة للاندماج المغاربي". وأكد رئيس الوفد التونسي حاتم بن سالم، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلف الشؤون المغاربية والافريقية، ضرورة المضي قدماً في اتحاد المغرب العربي عبر "رفع التحديات الجسيمة وتجاوز الصعوبات الظرفية"، لافتاً إلى ضرورة التعجيل بانشاء المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة والتعجيل بالتبادل الحر بين دول الاتحاد من أجل تحقيق الاندماج المغاربي.