أكد أحد كبار المسؤولين في شركة "ايرباص" وجود اتصالات لتجديد اسطول "الخطوط الجوية العراقية" بقيمة ينتظر ان تتجاوز ثلاثة بلايين دولار. وقال ل"الحياة" ان لقاءات متكررة ودورية جرت بين "ايرباص" ومسؤولي "العراقية" في بغداد لتحديث الاسطول واستبدال الطائرات المتقادمة بطائرات حديثة. وأوضح حبيب فقيه نائب رئيس "ايرباص" للمبيعات في منطقة الشرق الأوسط "ان الاتصالات مع العراق تجري منذ بعض الوقت مع زيارات الى بغداد مرة أو مرتين سنوياً للبقاء على اتصال مع زبائننا هناك". وقال ل"الحياة"، في مقر الشركة في تولوز: "نعم لدينا اتصالات مع العراق بمعنى اننا نقدم منتجاتنا ونعرف المسؤولين بما لدينا... لكننا لم ندخل في مفاوضات معهم". وتابع: "الحظر الدولي لا يمنعنا من التقاء العراقيين، وهم أناس طيبون. إلا اننا لا نستطيع تقديم عروض ولا مقترحات لهم. هذا الأمر يلزمنا به تطبيق الحظر الذي يمنع ان تكون هناك مفاوضات تجارية مع العراق". وأشار الى انه "يمكننا في الوقت ذاته ان نبحث مع العراقيين في حجم الاسطول وحاجاته وهي مسألة ممكنة طالما لم ندخل في صلب مفاوضات ومناقشات معهم". واضاف: "نحن نعرف كل شخص في بغداد، وهم يعرفوننا. ونحن أصدقاء منذ فترة طويلة... لكننا لا نفاوضهم وان كنت أعرف أنهم عبروا عن اهتمامهم بشراء عدد من الطائرات". وكشف ل"الحياة" انه جرت مناقشة ادخال عدد من الطائرات التي نصنعها الى اسطول "العراقية" وناقشنا حصولهم على عشر ثم عشرين ثم 30 طائرة. ولو نظرنا الى خطتهم لأدركنا ان عليهم ان يغيروا كل اسطولهم". وقال السيد فقيه: "هم بحاجة الى 30 طائرة، لكنهم تقدموا باقتراحات عدة لأنهم لا يستطيعون استيعاب كل الطائرات التي يحتاجونها دفعة واحدة". ومعروف ان العراق أعاد في 17 آب اغسطس الماضي افتتاح مطاراته الثلاثة الرسمية في بغداد والموصل والبصرة. الا ان حركة تدفق الطائرات الأجنبية لم تبدأ الا في الآونة الأخيرة بعدما افتتحت فرنسا وروسيا عملية تسيير الرحلات الى بغداد على أساس انه ليس هناك في قرار مجلس الأمن ما يتعارض مع حركة النقل الجوي المدني من العراق واليه، وهو امر حذت حذوه دول عربية واجنبية عدة. وأعلنت بغداد رسمياً الاحد الماضي بدء تسيير رحلتين داخليتين يومياً على خطي بغداد - الموصل وبغداد - البصرة على متن طائرات عسكرية جرى تحويلها الى طائرات مدنية مؤكدة في الوقت ذاته انها تنوي زيادة عدد رحلاتها في حال وجود طلب متنام عليها، وهو أمر يمكن ان يعيقه في الفترة المقبلة تآكل قدرات الاسطول الجوي ل"الخطوط العراقية" وافتقادها الى معدات المناولة والنقل والتموين والصيانة للتعامل مع حركة المسافرين، علاوة على نقص قطع الغيار واجهزة الصيانة. وأوضح السيد فقيه ل"الحياة" ان حجم الصفقة التي سيقتضيها تطوير الاسطول العراقي لتجديد طائراته سيتجاوز البليوني دولار. وقال: "ان الصيغة المرجحة التي سيقدم عليها العراقيون لترتيب صفقات تحديث الاسطول ستؤدي بهم في المرحلة الأولى الى ان "يبدأوا ب15 الى 20 طائرة". وقال ان ثمن هذه الدفعة سيكون أكثر من بليوني دولار من دون ان يقدم أي تفاصيل اضافية. ويوحي هذا الامر بأن الطائرات التي يفكر العراقيون في شرائها ستكون من الطائرات الكبيرة الحجم التي تصلح لتسييرها في رحلات بعيدة المدى. كما يعني ان كلفة شراء عشر طائرات اخرى لاحقاً سيوصل ثمن تجديد الاسطول الى نحو ثلاثة بلايين دولار. وتابع: "الثمن يتجاوز بليوني دولار. وهذا الرقم ليس ما نعتقده" انه سيكون الثمن الاجمالي لكلفة تحديث الاسطول. واكد ديفيد فيليبولاي المسؤول الاقليمي للعلاقات العامة في "ايرباص" ان شركته حريصة على عدم تجاوز اي حظر "تفرضه الاممالمتحدة أو الولاياتالمتحدة". وقال ان التزام الحظر الاميركي يحتمه كون الشركات الاميركية تسهم في صناعة نسبة لا بأس بها من مكونات طائرات "ايرباص" وهو ما تطاوله القوانين الاميركية مباشرة. وذكر ل"الحياة" ان "كلمة المفاوضات استخدام خاطئ" في ما يخص العراق مؤكداً ان "ايرباص" تقيم علاقات مع 200 شركة حول العالم و"الخطوط العراقية" هي واحدة من بين هؤلاء الزبائن ال200 المحتملين الذين يهتمون بشراء طائراتنا لأنها منتج جيد".