جمعت الولاياتالمتحدة وزراء النفط والطاقة في 22 دولة منتجة للنفط والغاز، في "مؤتمر الغاز الطبيعي المسال" في واشنطن غاب عنه العراق والكويت والامارات، لاحياء المنافسة بين مصدري النفط والغاز في العالم وبين المصدرين من "اوبك" ومن خارجها وبهدف "تنويع مصادر الواردات الاميركية" كما قال وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام الذي شدد على ان "من مصلحتنا ان نُوجد اكبر عدد ممكن من المصادر الدولية التي تورد للولايات المتحدة". واشار ابراهام الى انه سيعقد هذا الاسبوع اجتماعاً مع وزير النفط والطاقة المعدنية السعودي علي النعيمي للبحث في قضايا النفط. وامتنع ابراهام عن القول ما اذا كان من بين المواضيع التي سيجري البحث فيها "قلق السعودية من ضعف الدولار وتأثيره في سعر سلة اوبك". وكان النعيمي قال مساء الثلثاء، وقبل افتتاح المؤتمر، "ان سعر سلة اوبك يجب ان يعكس قيمة النفط وليس السعر الفعلي" معرباً عن القلق ازاء ضعف قيمة الدولار الاميركي. ما فُسر بانه سيثير الامر مع الوزير الاميركي. وعما اذا كان يعتقد ان السعر الحالي ل"سلة اوبك" مرتفع قال النعيمي: "هناك فرق بين السعر والقيمة... ركزوا على القيمة". ويأتي انعقاد مؤتمر واشنطن بعدما بدأ اعضاء في منظمة "اوبك" يحولون اهتمامهم من تصدير النفط الخام الى صادرات الغاز الطبيعي المسال وبعد تنامي الاهتمام الاميركي بزيادة واردات الولاياتالمتحدة من الوقود المبرد. وتتطلع الولاياتالمتحدة من جديد الى الغاز الطبيعي المسال لأن الانتاج المحلي من الغاز الطبيعي فشل في ملاحقة الطلب المتزايد من جانب مرافق الكهرباء والصناعات التحويلية. ويشارك وزراء الطاقة في السعودية واندونيسيا وفنزويلا والجزائر وقطر، وهي من اكبر الدول الاعضاء في "اوبك" ضمن 22 دولة تحضر الاجتماع الذي يستمر يومين لمناقشة سبل زيادة الصادرات للسوق الاميركية. المنافسة ومع سيطرة "أوبك" الى حد كبير على امدادات الخام واسعاره تأمل ادارة الرئيس بوش بأن ترى منافسة متزايدة بين مصدري الغاز الطبيعي المسال. وتعتبر دول من خارج "اوبك" مثل روسيا وترينيداد واستراليا وعُمان صادرات الخام الطبيعي المسال مصدراً جديداً للدخل. والغاز الطبيعي المسال، هو غاز طبيعي يُبرد لدرجة حرارة ناقص 259 فهرنهايت ليتحول الغاز الى سائل وتشحنه ناقلات خاصة ثم يحول ثانية الى غاز وينقل عن طريق أنابيب الغاز الطبيعي لتوزيعه. وتوقعت ادارة معلومات الطاقة الثلثاء ان تنمو واردات الولاياتالمتحدة من الغاز الطبيعي المسال الى 4.8 تريليون قدم مكعبة سنة 2025 من 540 بليون قدم مكعبة السنة الجارية. وقال ابراهام: "سيلعب الغاز الطبيعي المسال دوراً اكثر اهمية في شبكتنا لامدادات الغاز الطبيعي وبحلول سنة 2025 سيفي الغاز الطبيعي المنتج في اميركا الشمالية فقط بنسبة 75 في المئة من الطلب الاميركي". واضاف: "من الواضح ان الحاجة الى التوسع في وارداتنا ستكون اكبر والحاجة الى التعامل مع كميات اكبر في شكل غاز طبيعي مسال ستكون واضحة". و"اكسون موبيل" و"رويال داتش شل" و"بي.بي" من بين عدد كبير من الشركات التي تخطط لبناء منافذ جديدة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال في كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا والمكسيك ونوفا سكوتيا وغيرها من المواقع. وتكلف صناعة الغاز الطبيعي المسال اكثر من الغاز الطبيعي التقليدي وتكلف المرافئ مئات الملايين من الدولارات. وابدى بعض المجموعات البيئية في الولاياتالمتحدة مخاوفه من ان مرافئ وناقلات الغاز هدفاً سهلاً للهجمات. وتوجد حالياً اربعة مرافئ للغاز الطبيعي المسال في الولاياتالمتحدة وتقترح الشركات اقامة اكثر من ثلاثين مرفأ. وقال ابراهام ان من السابق لأوانه تحديد ما اذا كان سيعلن ابرام اي صفقات خلال الاجتماع. واضاف: "نأمل بأن يسفر هذا النوع من الاحداث عن مناقشات تقود الى مثل هذا النوع من التعاون". العطية قلق وقال رئيس "اوبك" وزير الطاقة القطري عبدالله العطية انه قلق من ان اسعار النفط الحالية مرتفعة للغاية لكنه اشار الى ان هذا "ليس بسبب نقص في المعروض". واضاف: "ان اسعار النفط المرتفعة هي نتيجة لمضاربات في السوق" واشار الى انه يدعم سعراً متوسطاً ل"سلة اوبك" عند 25 دولاراً للبرميل. وذكرت وكالة أنباء "أوبكنا" ان سعر "سلة أوبك" ارتفع أمس الثلثاء الى 30.34 دولار للبرميل من 30.04 دولار الاثنين ليظل بذلك أعلى من النطاق السعري المستهدف بين 22 و28 دولاراً للبرميل. ومع المخاوف من ان تكشف بيانات اميركية تراجع مخزون الخام ونواتج التكرير في اكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم ارتفع خام القياس الاوروبي "برنت" في العقود الصباحية التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن لشباط فبراير المقبل الى 30.26 دولار للبرميل من 30.15 دولار للبرميل في اليوم الاخير من عقود كانون الثاني يناير 2004 لكن السعر ما لبث ان عدل مستواه الى 30.18 دولار للبرميل في عقود منتصف النهار. ودعم الاتجاه الصعودي استمرار اعمال العنف في العراق حيث قتل 17 في انفجار مما اضعف الآمال بأن يؤدي القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين الى انهاء المقاومة. نفط الشمال العراقي وفي بغداد قال رئيس شركة "نفط الشمال" العراقية عادل القزاز ل"رويترز": "ان خط انابيب تصدير النفط من شمال العراق لا يزال عرضة للهجمات على رغم القاء القبض على صدام، وان الخط تعرض للهجوم قبل ثلاثة أيام". واضاف: "ان عدم توافر الامن يحول دون استئناف تشغيل الخط الذي يمتد من حقول نفط كركوك الى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط".