} واصلت اسعار النفط ارتفاعها أمس نتيجة عوامل عدة من أهمها تراجع حاد لمخزون الخام الاميركي والتكهنات في الاسواق أن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ستخفض الانتاج للمرة الرابعة السنة الجارية للدفاع عن اسعار النفط ضمن نطاق السعر المستهدف للمنظمة. لندن - "الحياة"، رويترز - ارتفع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الثاني نوفمبر في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس الى 22.40 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 49 سنتاً على سعر الاقفال السابق. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط "اوبك" السبعة واصل الهبوط الى 19.61 دولار للبرميل أول من أمس، وهو اليوم الثاني عشر على التوالي الذي يظل فيه السعر دون 22 دولاراً الحد الادنى للنطاق السعري المستهدف للمنظمة. وأظهرت البيانات التي اصدرها معهد البترول الاميركي في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس انخفاضاً غير متوقع في مخزون الخام بمقدار 3.42 مليون برميل، فيما توقع تجار ومحللون في استطلاع ل"رويترز" ان يرتفع المخزون بمقدار مليوني برميل. وقال المعهد ان واردات الخام في الاسبوع المنتهي في الخامس من تشرين الاول اكتوبر الماضي انخفضت بمقدار 65 الف برميل يومياً الى 9.41 مليون برميل يومياً. وتتوقع الاسواق ان تخفض "أوبك" الانتاج بين 700 ألف برميل ومليون برميل يومياً، علماً انه لم يتخذ قرار في شأن ذلك بعد. وقال لورانس ايغل من مؤسسة "جي. أن. اي" للأبحاث: "مسألة الوقت مهمة ايضاً. العديد من التجار يشككون في ان اوبك ستتدخل قبل الاجتماع المقرر في 14 تشرين الثاني نوفمبر ويشعرون ان من المستبعد اتخاذ خطوة في بداية حملة عسكرية اميركية"، في اشارة للهجمات الاميركية على افغانستان. واضاف: "المخاوف من اتخاذ اجراء في حال هبوط اكبر تحد من نزول آخر". وقال وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام مرة اخرى أول من أمس انه يجب ان تكون سياسات "أوبك" قائمة على اساس مراعاة مصلحة الاقتصاد العالمي. وأضاف ابراهام للصحافيين في مقر وزارة الطاقة: "اهم شيء اننا الآن نحتاج، بالاضافة الى الاهتمامات والمسائل المتعلقة باستقرار الاسعار، إلى التأكد من ان تكون القرارات المتصلة بالطاقة سواء في اطار اوبك او اي احد غيره متوافقة مع نمو الاقتصاد العالمي". وزاد: "وجهة نظرنا العامة هي اننا نعتقد بوضوح ان الاسواق هي التي يجب ان تحرك القرارات الخاصة بالانتاج". وأكد ان وزارة الطاقة مستمرة في دراستها لتحديد هل ينبغي اضافة مزيد من النفط الى الاحتياط الاستراتيجي للبترول في الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أول من أمس ان "اوبك" قد تخفض الانتاج لتحقيق استقرار الاسواق اذا واصلت اسعار النفط الخام هبوطها. وكان شافيز يتحدث للصحافيين عقب الاجتماع مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس. وقال شافيز: "اذا استمرت الاسعار في الانخفاض... فإن أوبك لديها القدرة على خفض الانتاج. لكن لم يتخذ قرار حتى الآن". وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية أمس ان مصدراً مطلعاً في وزارة النفط الايرانية قال ان "أوبك" لا تنوي خفض انتاج النفط على رغم هبوط الاسعار. وقالت اندونيسيا عضو "أوبك" أمس انها لن تعترض اذا قررت "أوبك" خفض الانتاج من اجل تعزيز اسعار النفط. وقال وزير الطاقة والمناجم بورنومو يوسيجانتورو للصحافيين: "بالنسبة لاندونيسيا ليست هناك مشكلة في ان تخفض اوبك انتاج النفط لان انتاجنا ليس كبيراً". ولكن عندما سئل اذا كان من المرجح ان تخفض "أوبك" المعروض قبل اجتماع تشرين الثاني، قال الوزير: "بناء على آخر اتصالاتنا التي جرت امس الاثنين ليست هناك خطة لعمل ذلك". ولم يكن لقصف افغانستان اثر يذكر على اسواق النفط مع استمرار تدفق النفط كالمعتاد. لكن التجار قالوا انهم يخشون امتداد الصراع الى العراق سابع اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.