في مواجهة خطة "الاجراءات الاحادية الجانب" التي اعلنها رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون والقائم بأعماله ايهود اولمرت، والتي يسعى وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الى تسويقها في واشنطن، جدد المجتمع الدولي دعمه ل"خريطة الطريق"، في وقت تكثفت فيه الجهود المصرية من أجل اعادة اطلاق عملية السلام على اساس "خريطة الطريق". راجع ص 6 و7 واستبق وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز وصول المبعوث الاميركي ديفيد ساترفيلد الى المنطقة لاستطلاع آراء حكومة شارون في "خريطة الطريق"، بتحدٍ جديد للادارة الاميركية من خلال اعلان نية تسريع العمل في بناء "الجدار الفاصل"، في حين صعدت اسرائيل عدوانها في المناطق الفلسطينية حيث حاصرت جنين ومخيمها، فيما تعرض مستوطنون الى هجوم تبنته ثلاثة فصائل فلسطينية، عندما حاولوا التسلل الى "قبر يوسف" الواقع في المنطقة "أ" الخاضعة للسلطة في نابلس. وكان ساترفيلد انتقد في اليوم الثاني والاخير من اجتماعات الدول المانحة في روما امس، اسرائيل لانها لم تفعل ما فيه الكفاية لمساعدة عملية الاصلاح الفلسطيني، موضحاً ان "استمرار القيود الاسرائيلية على الانتقال والاحجام عن اصدار تراخيص للفلسطينيين تعتبر حيوية لنجاح جهود الاصلاح، يعوق بشدة جدول الاعمال الفلسطيني". واضاف: "ببساطة هناك الكثير الذي يمكن ان تفعله الحكومة الاسرائيلية ويجب ان تفعله من دون ان تعرض للخطر مصالحها الامنية المشروعة". وفي بروكسيل، اكد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ل"الحياة - ال بي سي" ان القادة الاوروبيين اكدوا ان على السلطة الفلسطينية ان تقوم بجهد واضح لمحاربة الارهاب ووقف كل ما من شأنه ان يثير العنف سواء في المدارس او غيرها، كما طالبوا اسرائيل بوقف الاستيطان وعبروا عن قلقهم ازاء بناء "الجدار الفاصل" الذي يتجاوز حدود "الخط الاخضر" لعام 1967. واعتبر ان "خريطة الطريق" ما زالت الحل الافضل الذي تجمع الدول الاوروبية على دعمها. وفي مجلس الامن في نيويورك، قال مبعوث الأمين العام الى الشرق الأوسط تيري رود لارسن ان الانسحاب الانفرادي الاسرائيلي ينطوي على "عناصر تثير المشاكل"، معتبراً ان "خريطة الطريق" المبنية على اسلوب "الخطوة خطوة" هي الخيار الوحيد لحل النزاع. وشدد على معالجة المسائل الواردة في "خريطة الطريق" على أساس "التوازي وليس التعاقب، ومن دون شروط مسبقة". ولفت الى ان الخسائر الاقتصادية الفلسطينية بين عامي 2000 و2002 بلغت 5.4 بليون دولار، وان نحو 2.5 مليون فلسطيني يعيشون دون مستوى الفقر أي 60 في المئة من كامل السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة. وشدد على ان "الجدار الفاصل يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني" ويقوض احتمال قيام دولة فلسطينية متواصلة. وتحدى لارسن وصف الانسحاب الاسرائيلي من لبنان بأنه كان انسحاباً انفرادياً "وانما حدث تحت مراقبة مجلس الأمن وبدعم مكثف من الأمانة العامة التي فاوضت الطرفين لأشهر قبل رسم الخط الأزرق". واشار الى افرازات سلبية لانسحاب انفرادي بدلاً من الانسحاب في اطار مفاوضات سلمية هدفها تحقيق السلام الشامل والعادل. في غضون ذلك، صرح الرئيس المصري حسني مبارك لصحيفة "الاهرام" بأنه أبلغ الرئيس ياسر عرفات ورئيس حكومته احمد قريع خلال اتصال هاتفي، ان مصر "تعمل لبدء المفاوضات طبقاً لخطة واضحة والتزامات متبادلة بين الطرفين"، وفي "اتجاه تنفيذ خريطة الطريق".