اكد الرئيس السوداني عمر البشير ان بلاده دخلت مرحلة جديدة بنهاية الحرب وبداية السلام، وانه مع "سلام قوة وعزة من دون تسليم أو استسلام"، فيما يصل الى الخرطوم اليوم جنرال اميركي للمساعدة في فصل القوات ويستعد مجلس الأمن لإصدار قرار في شأن شكل المراقبة الدولية بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بعد اقرار اتفاق السلام النهائي. واعتبر البشير أمام مؤتمر شباب الحزب الحاكم امس اتفاق الترتيبات الأمنية والعسكرية الذي انجزه نائبه الأول علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" العقيد جون قرنق في منتجع نيافاشا الكيني أخيراً نهاية للحرب وبداية للسلام. وجدد "تمسك حكومة "الانقاذ" بثوابتها من دون تفريط أو تخاذل أو تراجع" وانه "مع سلام قوة وعزة من دون تسليم أو استسلام حتى يجد كل مواطن حقه كاملاً". وأوضح ان الشباب في الحكومة والحركة كانوا "وقود الحرب وسيكونون وقوداً للسلام والتنمية والوحدة". الى ذلك، يصل الى الخرطوم اليوم وفد عسكري اميركي يقوده الجنرال المتقاعد في "المارينز" كارل فولفورد لإجراء محادثات مع المسؤولين في الحكومة والجيش تتركز على اعادة انتشار القوات وفصلها في اطار الترتيبات الأمنية والعسكرية التي اتفق عليها طرفا النزاع أخيراً. وسينتقل الوفد الى نيروبي لإجراء محادثات مماثلة مع قادة "الحركة الشعبية". وكانت واشنطن أبلغت طرفي التفاوض بمهمة الجنرال فولفورد لمساعدة الطرفين في فصل القوات وإعادة انتشارها. وسيعقد الجانبان جلسة في وقت لاحق لمناقشة الوقف الدائم لإطلاق النار وتمركز القوات وتسليحها ومراقبتها. واعلن القائم بالأعمال الاميركي في الخرطوم جيرارد غالوش، امس ان رئيس مجلس الأمن الدولي سيلقي خطاباً في المجلس قريباً في شأن تحديد شكل المراقبة الدولية بين قوات الحكومة و"الحركة الشعبية" في دور تقوده بريطانيا، لافتاً الى عدم ارتباط قرار مجلس الأمن بتوقيع اتفاق سلام نهائي. وقال ان خطاب رئيس مجلس الأمن سيكون بمثابة ضوء اخضر للامم المتحدة للتقرير في شأن المراقبة الدولية موضحاً ان الولاياتالمتحدة ليست لديها رؤية واضحة في شكل المراقبة الدولية لكن الحكومة والحركة متفقتان على ضرورة دور دولي. واضاف غالوش ان واشنطن لا ترغب في التدخل في شأن مشاركة القوى السياسية في عملية السلام بوصفها شأناً داخلياً وان طرفي التفاوض سيناقشان مع القوى السياسية كيفية مشاركتها عقب جولة المحادثات الجديدة التي تبدأ غداً. وتلقى الرئيس عمر البشير اتصالاً هاتفياً من الرئيس جاك شيراك يهنئه بالتقدم الذي احرزته محادثات السلام واكد الرئيس الفرنسي التزام بلاده بدعم عملية السلام واعادة الاعمار بعد وقف الحرب. وقال المبعوث الفرنسي للسلام في السودان هنري دي كوفناك ان باريس ستعمل مع المجتمع الدولي على تنفيذ الترتيبات الامنية في نشر القوات واعادة انتشارها ومراقبة الالتزام بتنفيذ الاتفاق. وأجرى كوفناك محادثات مع مسؤولين في الخرطوم وانتقل الى رمبيك في جنوب البلاد والتقى زعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق ووجه اليه دعوة لزيارة باريس.