وجه الأزهر انتقادات عنيفة إلى مؤسسات في الدولة المصرية "تعمل على فتح باب الفسق والفجور والفاحشة أمام شباب محروم عاجز عن أن يجد ما ينشئ به أسرة". واستغرب أن تتبنى مؤسسة رسمية، هي هيئة الكتاب التابعة لوزارة الثقافة، "نشر العبث بآيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم"، وجاء موقف الأزهر في تقرير أصدره "مجمع البحوث الإسلامية"، أعلى سلطة في الأزهر، تضمن حيثيات قراره بمنع طبع كتاب الشاعر المصري أحمد الشهاوي "الوصايا في عشق النساء" وتوزيعه. وحصلت "الحياة" على نسخة عن التقرير الذي صدر في سياق حملة يتبناها مثقفون وأدباء ضد تدخل الأزهر في الأعمال الإبداعية. وكان 120 أديباً وقعوا على بيان دعماً للشهاوي، طالبوا الدولة بالتدخل لوقف إحالة الأعمال الأدبية على الأزهر لأخذ رأيه فيها. ومما جاء في تقرير الأزهر أن كتاب الشهاوي "يحتوي على وصايا كلها موجهة إلى المرأة تدعوها إلى ... أن تسلم نفسها وجسدها بغير تحفظ ولا تستحي من فعل خطر لها...". وكان رئيس هيئة الكتاب الدكتور سمير سرحان أصدر الشهر الماضي قراراً بسحب الكتاب من الأسواق والتحفظ عليه، بعدما قدم عضو البرلمان عن "الإخوان المسلمين" مصطفى محمد طلب إحاطة إلى رئيس الوزراء ضمن فيه عبارات وردت في الكتاب اعتبرها مسيئة إلى الدين. ثم عاد سرحان في اليوم التالي وأمر برفع التحفظ عن الكتاب بعدما أوضح أن لجنة تابعة للهيئة قرأته وأقرته ولم تجد فيه ما يسيء إلى الدين. ورفض سرحان استجابة توصية الأزهر بحظر الكتاب بل شارك في مظاهر الاحتجاج على موقفه. وبعدما لفت التقرير إلى أن مقدمة الكتاب وقعها سرحان نفسه لاحظ ان في الكتاب "تمجيداً للذة الجسدية.. مع استعمال عبارات من القرآن الكريم" و"يسوق آيات القرآن في غير موضعها ويستشهد بها مع عبارات الفجور والفسق والتعري، واستعمال أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وإخراجها عن معناها لتكون في نطاق الدعوة إلى الاستمتاع... واستعمال أوصاف الله تعالى في وصف المعشوقة وإسناد أفعال الله إليها ما يكاد يكون كفراً صريحاً... والاستشهاد بكلام أهل التصوف ونقل معناه إلى ما يدعو إليه من عشق الذكر والأنثى... والدعوة الفاضحة للفسق والتجرد من الحياء... واستعمال الكنايات أحياناً لكنها فاضحة مفضوحة". وقال التقرير "لا ندري أي قيمة أو دعوة نافعة أو فائدة وراء طبع مثل هذا الكتاب ونشره، وهل مثل هذه المنشورات تنفع الأمة وتحمي شبابها من المزالق والمهالك، أم انها تفتح باب الفسق والفجور والفاحشة أمام شباب محروم، عاجز عن أن يجد ما ينشئ به أسرة لها حقوق وعليها واجبات لتكون إحدى لبنات الوطن". واستغرب "أن تتبنى مؤسسة من مؤسسات الدولة طبع مثل هذه الكتب التي لا خير فيها والتي تشيع الفجور في المجتمع، وقد توعد الله الذين يسعون في ذلك"، وخلص التقرير إلى "ان ما اشتمل عليه الكتاب من عبث بآيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول العظيم والتجرؤ على أوصاف الله وخلعها على الأنثى المعشوقة وتحريف معانٍ لدى المتصوفين واستعمال عباراتهم في غير ما قصدوه، كل ذلك يدعو المنصفين الذين يخافون على مستقبل هذه الأمة في شبابها إلى منع نشر هذا الكتاب وتداوله".