نجحت المجموعة الافريقية المشاركة في الاجتماعات التحضيرية ل"قمة مجتمع المعلوماتية" التي تفتتح اعمالها في جنيف اليوم، في الحصول على وعد من الدول المتقدمة تكنولوجياً، بانشاء "صندوق تضامن" لمساعدة الدول الفقيرة على ردم ما يسمى "الهوة الرقمية" الهائلة بين الجنوب والشمال. ويأتي ذلك في ظل تطور سريع لتكنولوجيا المعلومات في الدول الصناعية، عجزت الدول النامية عن اللحاق به ومواكبة تأثيراته في نمو الاقتصاد العالمي وامكاناته. وكان اقتراح مساعدة الدول الغنية للدول المتخلفة مالياً في تقليص تلك الهوة، طرح منذ اكثر من سنتين. لكن الولاياتالمتحدة ودول اوروبية عارضته، بحجة انها تقدم الى الدول النامية مساعدات تذهب هدراً... بفعل الفساد. وتجدد السجال بقوة في الاجتماعات التحضيرية للقمة، اذ أصر الرئىس السنغالي عبدالله واد على فكرة انشاء "صندوق تضامن رقمي" تشرف عليه الأممالمتحدة. وبدا ان الرفض الغربي للفكرة سيؤدي الى افشال القمة التي يحضرها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وعدد من رؤساء الدول، ويتوقع ان يصدر عنها "اعلان مبادئ" و"خطة عمل" في شأن وضع المعلوماتية في خدمة المجتمعات كافة. وكان انان شجع على الاجراءات التي تردم الهوة بين الاغنياء والفقراء، في حين وضع اصرار المجموعة الافريقية على انشاء الصندوق باليابان والاتحاد الاوروبي الى ايجاد تسوية مقنعة للولايات المتحدة وكندا، تتمثل في ابداء الاستعداد للبحث عن صيغة لتمويل ردم الهوة. وعقد ممثل سويسرا في الاجتماعات التحضيرية للقمة مارك فورير مؤتمراً صحافياً مع عدد من المشاركين، اعلن فيه ان التسوية تنص على خطة العمل، مشيراً الى انه في وقت يجب الاستفادة من وسائل التمويل المتاحة حالياً، فإن تقريراً عن الطرق الملائمة لمواجهة تحديات الاتصالات والتكنولوجيا، يفترض ان يصبح جاهزاً في كانون الاول ديسمبر 2004، على ان يضعه فريق عمل يشرف علىه الامين العام للأمم المتحدة، ليطرح قبل المرحلة الثانية من قمة المعلوماتية التي تنعقد في تونس عام 2005. كما نصت التسوية على السعي الى انشاء صندوق الدعم الدولي هذا. وأعرب ممثلو بعض الدول الافريقية عن ارتياحهم النسبي الى النتائج. لكن السفير فورير اكد ان ما تقرر هو البداية، مشيراً الى انه لا يلغي صعوبة اقناع الفرقاء بالمتابعة والتنفيذ. الى ذلك، واكبت أعمال القمة مجموعة من الندوات عكست قلقاً من الهوة التكنولوجية في العالم، الى جانب نشاطات عدة من بينها اوسع منتدى يضم الملايين في انحاء العالم في شأن دور الاعلام الالكتروني وتأثيره في البث التلفزيوني والاذاعي وعلى اقتصادات المجتمعات والتربية، تحت عنوان "المنتدى العالمي للاعلام الالكتروني".