رحلت السلطات المغربية أول من أمس 416 من الرعايا النيجيريين الذين اعتقلوا في نطاق حملات ضد الهجرة غير الشرعية، وفي نطاق اتفاق ابرم بين الرباطومدريد أخيراً لجهة ترحيل الرعايا الأفارقة المهاجرين الذين يستخدمون الأراضي المغربية للعبور نحو اسبانيا عبر الساحل المتوسطي. وكان لافتاً ان عملية الترحيل تمت من مطار "أنجاد" على الحدود الشرقية مع الجزائر، في اشارة الى تزايد تسلل المهاجرين القادمين من افريقيا وبلدان الساحل عبر الحدود المغربية الجزائرية الشاسعة التي تصعب مراقبتها. وسبق للسلطات المغربية ان اعلنت الاسبوع الماضي تفكيك شبكات للهجرة غير الشرعية تتخذ من تلك الحدود منافذ للتسلل، ما يعني بحسب مراقبين دخول الاتفاق المغربي الجزائري في شأن محاربة الهجرة والارهاب حيز التنفيذ مبدئياً، وان كان الخبراء المغاربة والجزائريون الذين اتفق على بدء اجتماعهم في القمة التي جمعت الملك محمد السادس والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في نيويورك في أيلول سبتمبر الماضي لم يشرعوا في عملهم بعد. إلا أن اتفاقاً مماثلاً أبرمه وزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل مع نظيره الاسباني انخيل اسبيس بدأ سريان مفعوله. وهو ينص على قبول المغرب مبدئياً ترحيل المهاجرين الأفارقة، اضافة الى تعزيز نقاط الرقابة وامكان قيام دوريات أمنية مشتركة في مناطق الحدود المغربية الاسبانية. لكن مراقبين يرون أن ذلك الاتفاق يستثني الأوضاع في سبتة ومليلية المحتلتين، على رغم وجود مراكز لإيواء مهاجرين مغاربيين وأفارقة. اذ تعتقد أوساط مغربية بأن قبول ترحيلهم يعني الاستسلام الى الأمر الواقع بخصوص مستقبل المدينتين، وإن كان الأرجح أن هذا الملف الى جانب غيره من الاشكالات السياسية والأمنية التي تعتري علاقات البلدين سيطرح في الاجتماع المرتقب بين رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو ونظيره الاسباني خوسيه ماريا اثنار، أو من ينوب عنه في الاجتماع المرتقب في الثامن من كانون الأول ديسمبر. وذكرت مصادر اسبانية ان أجهزة الاستخبارات الاسبانية تمضي قدماً في التعاون مع البلدان المغاربية في الحرب على الارهاب. وكان بعض المصادر تحدث الاسبوع الماضي عن ترحيل مشتبه فيهم مغاربة من ايطاليا يواجهون تهماً بالارهاب. بيد أن مدريد ما زالت لم تسلم مطلوبين مغاربة في هذا النطاق لحد الآن.