قال علي اكبر صالحي مندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان توقيع ايران البروتوكول النووي الاضافي الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة سيتم بعد 20 الشهر الجاري. وأضاف في حديث الى "الحياة" ان "التفتيش المفاجئ ليس مفاجئاً كما يخطر على البال، وهو تعبير غير دقيق لأن البروتوكول الاضافي ينص في احدى مواده بأنه في حال رغبت الوكالة في تفتيش أي موقع في ايران فعليها ان تعلن ذلك قبل 24 ساعة". وفي ما يأتي نص الحديث: ما هي الموضوعات التي يبحثها الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني حسن روحاني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في لقائهما الحالي؟ - هناك جملة قضايا تحتاج إلى القاء الضوء عليها ولاستكمال المحادثات التي أجريت بين الدكتور البرادعي والمسؤولين الإيرانيين في طهران، ولاطلاعه على المحادثات مع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا الشهر الماضي. والنقطة الثانية هي بحث طريقة التعامل بين الوكالة وايران بعد الازمة الاخيرة ووضع آلية جديدة للتعاون تساعد الطرفين على تقليل العقبات التي يمكن ان تحدث في المستقبل. والنقطة الثالثة حول البروتوكول الاضافي لتحديد الوقت لتوقيع ايران عليه. واعتقد ان توقيع هذه الوثيقة يجب ان يكون بعد 20 من الشهر الجاري أي بعد اجتماعات مجلس محافظي الوكالة. والنقطة المهمة الاخرى تتعلق بقرار ايران تعليق نشاطها في مجال تخصيب اليورانيوم. ما هو المقصود من "تعليق النشاط"، وهل هناك نية للعودة الى تخصيب اليورانيوم؟ - توجد تفسيرات عدة في هذا الصدد. هناك رأي يعتبر التعليق في مجال عدم ادخال المادة الغازية النووية في جهاز الطرد المركزي، ورأي آخر يقول بأن ذلك غير كافٍ وانما المطلوب وقف عمل اجهزة الطرد المركزي كلياً حتى من دون الغاز النووي او غازات اخرى. ولذلك تأتي اهمية الوصول إلى تفسير واحد لكلا الطرفين. هل سيقدم السيد روحاني خطاباً رسمياً عن نية ايران توقيع البروتوكول الاضافي؟ - تسليم الخطاب ليس من مهمات السيد روحاني وليس من الضرورة ان يقوم به شخصياً، لكن الموافقة على الخطاب تأتي منه، وهو سيبحث مع الوكالة في الموضوع ويحدد الزمن المناسب لتسليم الخطاب الى الوكالة. بحسب رأيكم متى تتوقعون ان تسلم ايران ذلك الخطاب؟ - أتصور ان يتم ذلك الاسبوع المقبل ولكن يجب ان يكون قبل بداية اجتماع مجلس المحافظين في 20 الشهر الجاري. البروتوكول الاضافي يحتاج إلى تصديق البرلمان ليصبح نافذاً وهذا ربما احتاج اسابيع او شهوراً، فهل ايران على استعداد لتنفيذ بنود الاتفاق حالاً من دون التصديق عليها والسماح للمفتشين الدوليين بمباشرة عملهم؟ - نعم. اعلنا اننا سننفذ بنود البروتوكول الاضافي قبل ان يأخذ صفته القانونية بتصديق البرلمان عليه، في شكل موقت حتى تتم عملية التصديق. وهذا يعني الموافقة على التفتيش المفاجئ؟ - التفتيش المفاجئ ليس مفاجئاً كما يخطر على البال، وهو تعبير غير دقيق لأن البروتوكول الاضافي ينص في احدى مواده بأنه في حال رغبت الوكالة في تفتيش أي موقع في ايران فعليها ان تعلن ذلك قبل 24 ساعة من موعد التفتيش. في هذه الحال يختلف الموضوع كلياً عن عمل لجان التفتيش التي عملت في العراق قبل الحرب ومنذ بداية تسعينات القرن الماضي. هل هناك جدول زمني يحدد آلية التفتيش في الوقت الحاضر بينكم وبين الوكالة الدولية للطاقة، وهل سيكون هناك جدول آخر بعد توقيع البروتوكول الاضافي؟ - البروتوكول الاضافي يحدد الجدول الزمني للتفتيش، وعندما نوقع عليه سنكون ملتزمين الجدول وغيره من النصوص، ولذلك لا حاجة الى التفاوض على جدول زمني. البروتوكول يسمح للوكالة القيام بالتفتيش العادي وهذا ما تقوم به الوكالة حالياً. أما البروتوكول الاضافي فيضيف نوعاً آخر من التفتيش هو ما يسمى التفتيش التكميلي الذي ليس له جدول زمني كما هي الحال في الاول. ففي الاول نعرف بأن مفتشي الوكالة يقومون بزيارة المفاعل مرة كل شهر. اما بعد ذلك فستكون الزيارة مرة في الشهر واختيار الاماكن بحسب رغبة المفتشين. جاء في تقرير الوكالة ان ايران لم تلتزم نصوص اتفاق عدم انتشار الاسلحة النووية. هل يمكن تحديد الجوانب التي لم تتقيد ايران بها، وهل كان ذلك في مجال تخصيب اليورانيوم ام استخدام اجهزة الطرد المركزي اكثر من حاجة ايران؟ - ليس هناك عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية معصوم من الخطأ. يصدر تقرير من الوكالة كل عام يحدد فيه مخالفة الاعضاء لنصوص الاتفاق، وهناك عدد كبير من الدول أخطأ ومن ضمنها ايران. قلنا ان هناك بعض الاخطاء التي قمنا فيها في ايران، لكنها في الدرجة الاولى تشمل البحوث التي اجريناها والنتائج التي حصلنا عليها. نشرنا تلك البحوث في المجلات العلمية العالمية لكن خطأنا كان في عدم ابلاغ الوكالة بها وبالتجارب التي أوصلتنا الى هذه النتائج. الوكالة علمت بأبحاثنا من طريق ما نشر وليس من طريقنا وهذا الخطأ الذي سنتلافاه في المستقبل. وصدر قرار في ايران بأن تخضع جميع الانشطة في المجال النووي لنصوص الاتفاقية الاصلية التي وقعنا عليها عام 1970 ونصوص البروتوكول الاضافي الذي سنوقع عليه لاحقا خلال هذا العام. اصدرت الوكالة أخيراً بياناً حول التقرير الايراني تحدث عن فجوات تحتاج إلى توضيح. هل كان تعليق الوكالة وبيانها اميناً؟ - عكس التقرير عموماً ما قدمته ايران من حقائق. وهناك جانب آخر في التقرير يصور انطباع الوكالة، وهنا موضع الاختلاف، اذ ان الوكالة انطلقت من زاوية خاصة لتقوّم التقرير الايراني، ونعتقد بأن ذلك لم يكن دقيقاً. كنا نتمنى ان يكون التقرير أكثر توازناً. نحن نعيش في عالم يجب علينا الاعتراف به وما يمليه من متطلبات. وانا كمندوب لايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية استطيع ان اقول بأني راضٍ عنه. ما هو تقويمكم للعلاقة بين الوكالة وايران؟ - العلاقة في افضل حال، والدليل على ذلك ان ايران سابع دولة تستفيد من امكانات الوكالة كل عام، وان الوكالة تصرف نحو مليون دولار تقريباً كل عام في مجالات التعاون بيننا.