مع بوادر تحسن الاقتصاد الاميركي يتوقع اقتصاديون اميركيون ان يلجأ مجلس الاختياط الفيديرالي الاميركي الى العودة لرفع اسعار الفائدة من مستواها الجاري البالغ 1 في المئة اعتباراً من الفصل الثاني للسنة المقبلة. ويراهن تجار ان تُرفع الفائدة على الدولار في نيسان ابريل المقبل. ويتوقع، اذا لم يحدث ما ليس بالحسبان، ان يستعيد الدولار الاميركي بعض مكاسبه التي خسرها لصالح الين واليورو اعتباراً من منتصف سنة 2004. تحسنت توقعات الاقتصاد الدولي اثر زيادة كبيرة مفاجئة في عدد العاملين في الولاياتالمتحدة وتقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية اظهر تحسناً كبيراً في التوقعات الخاصة بأكبر الاقتصادات في العالم. وقالت وزارة العمل الاميركية في تقرير مهم ان عدد العاملين في الولاياتالمتحدة ارتفع خارج القطاع الزراعي بواقع 126 الفاً في تشرين الاول اكتوبر وهي اكبر زيادة منذ كانون الثاني يناير كما عدل التقرير الارقام لشهري آب اغسطس وايلول سبتمبر بزيادة كبيرة. وكانت الارقام الخاصة بمعدل البطالة في الولاياتالمتحدة ايضاً افضل من المتوقع اذ تراجع الى ستة في المئة من 6.1 في المئة في ايلول. وانخفضت اسعار السندات اثر الارقام التي تجاوزت التوقعات الا ان الدولار والاسهم ارتفعا بفضل امال بانتعاش الاقتصاد. ودعت الانباء البيت الابيض الى توقع تحقيق مزيد من المكاسب وهو ما تعلق عليه حكومة بوش امالاً كبيرة مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة سنة 2004. وساعدت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تنامي التوقعات المتفائلة مستندة الى مجموعة من البيانات صدرت في الآونة الأخيرة وقالت "ان هناك بوادر تحسن في الولاياتالمتحدةواليابان وعلى نطاق اضيق في منطقة اليورو وبريطانيا". وزخر الاسبوع بأرقام اميركية طيبة في قطاع الصناعة التحويلية والخدمات والانتاجية الى جانب تقارير منفصلة من قطاع الخدمات في اوروبا وبريطانيا ما عزز الانطباع بتعزز أسس الانتعاش الاقتصادي. وارتفع المقياس الكلي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الخاص بالاحتمالات الاقتصادية في الدول الصناعية السبع الكبري في ايلول الى 124 نقطة من 122.6 في آب. وفي الولاياتالمتحدة بلغ المؤشر 135.9 نقطة من 134.8 نقطة في ايلول ليسجل ارتفاعاً للشهر السادس على التوالي. وفي اليابان بلغ 106 نقطة مرتفعاً من 104.5 نقطة. وتحسن مؤشر منطقة اليورو الى 122.9 من 121.5 وفي المانيا، اكبر اقتصاد في اوروبا، صعد المؤشر بقوة الى 126.1 من 124.6 نقطة بينما زاد في بريطانيا الى 105.8 نقطة من 8.104 نقطة. ومع ظهور مؤشرات متفائلة على جانبي الاطلسي يتساءل بعض الاقتصاديين ما اذا كان مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي سيحذو حذو "بنك انكلترا" المركزي ويرفع اسعار الفائدة. ويوم الخميس أصبح "بنك انكلترا" الاول بين اكبر اربعة مصارف مركزية في العالم الذي يرفع كلفة الاقتراض فيما يزيد على ثلاثة اعوام في اشارة لتوقف اتجاه تيسير الائتمان الذي بدأه مجلس الاحتياط في كانون الثاني يناير عام 2001 لمحاولة تعزيز النمو. وكان صناع القرار في مجلس الاحتياط الفيديرالي تعهدوا بابقاء اسعار الفائدة منخفضة لتتيح دعم التوسع الاقتصادي. وقال الان غرينسبان رئيس المجلس الخميس الماضي "ان السياسة النقدية يمكنها ان تتحلى بمزيد من الصبر في ظل نسبة تضخم منخفضة". واثر تقرير الوظائف في الولاياتالمتحدة الجمعة دعمت الاسواق الآجلة في الولاياتالمتحدة حيث يراهن التجار على تحركات اسعار الفائدة احتمالات رفع مجلس الاحتياط اسعار الفائدة بحلول نهاية نيسان ابريل. الا ان اقتصاديين اشاروا الجمعة الى ان مجلس الاحتياط سينتظر حتى يتأكد ان الانتعاش حقيقي. وقال كيفين لوغان الاقتصادي في "درسدنر كلاينفورت فاسرشتاين" انها بداية طيبة "لكن الطريق طويل حتى تبلغ سوق العمل ما يريده الساسة والاقتصاديون الاميركيون... لذا اعتقد انهم سيتحلون بالصبر". وحتى الان تفوق الانتعاش في الولاياتالمتحدة على منطقة اليورو حيث ابقى البنك المركزي الاوروبي اسعار الفائدة من دون تغيير الخميس. واشار الرئيس الجديد للبنك جان كلود تريشيه الى ان اسعار الفائدة في منطقة اليورو لن تتغير لشهور عدة مقبلة. وقال في بيان اوضح فيه قرار البنك في شأن اسعار الفائدة "نتوقع ان تؤكد البيانات المقبلة للانتاج والطلب في منطقة اليورو بداية تحسن تدرجي". كما اظهرت البيانات الصادرة الجمعة ان الانتاج الصناعي في المانيا سجل انخفاضاً مفاجئاً بنسبة 1.2 في المئة في ايلول مقارنة بالشهر السابق الا ان وزارة الاقتصاد والعمل قالت "ان العطلات اثرت في الارقام ومن المرجح ان تعدل صعوداً". وكانت التوقعات تشير الى نمو الانتاج الصناعي الذي يشمل انتاج المصانع ومحطات الكهرباء ومواقع البناء بنسبة 1.8 في المئة في ايلول. وقال لوثار هسلر من "اتش.اس.بي.سي ترينكاوس وبوركاردت" ان النمو يبين ان الانتعاش الاقتصادي هش وغير مستقر لكن لن اغير توقعاتي "بنمو اجمالي الناتج المحلي 0.1 في المئة في الربع الثالث". وقال محللون إن أرقام طلبيات الشراء الصادرة الخميس بدت اكثر تشجيعاً اذ ارتفعت طلبات الشراء للصناعة التحويلية في المانيا بنسبة 0.9 في المئة في ايلول متجاوزة التوقعات ومعززة الدلائل الاخيرة على خروج اكبر اقتصاد في اوروبا من اطول فترة ركود منذ الحرب العالمية الثانية.