والتقينا. وجدتك تنتظر روحاً تنقلك نحو فضاء آخر. عانقت قدومك بملء افراحي فاستيقظت على صديق تمسك بتراب القلب. تسير وعمري توأمان، تنفي خطواتك دموعي. كم من الوقت يقتله الرحيل نأمل ولادته مع اشراقة اول لقاء من فجر الزمان. كل هي ظالمة لحظة الوداع! اساهر دمعي، بيدي احفر طريق مأساتي. ستغادر اذاً. من سيكتبني على صفحات الانتظار، ويخرجني من حنين اللحظات؟ من يصافح بحنانه حسرتي المجبولة بطين المحبة؟ على صخور الطريق أترقب خطى ضاحكة. أرتشف جرعة امل تحلم بك عائداً. اغرد حلماً منثوراً فوق طريق سفرك. اتساقط افراحاً يكويها الرحيل. ماذا تبقى مني؟ وفصل الرياح يقتلع جذوري، انا المصلوبة تحت شمس الفرح المقيد بك. اعد اليّ شيئاً مني ألاقيك به. فاللغة هرولت نحو الافق. وقلبي لا يريد ان يبكيها. ما لي اراك حزيناً؟ تنسج من آهاتك عباءة للأيام القادمة. لن تروي ذكرياتك المؤلمة وقتاً يموت عطشاً للحياة، ويتقهقر امام حسرة الروح. الذي يغتالون افراحك بأشواكهم ليسوا الا سفينة يحملها سفر الايام الى الموت. لم ترد للهروب ان يفترش انفاسك. قف قليلاً! هناك من ينتظرك عائداً بملء افراحك وأشواقك. قف قليلاً قبل ان ترحل بسمة تعبق بالحياة، متسامحاً مع القلوب التي ازهرت ألماً في العيون، فحملت برمادها المنطفئ وهسيس احرفها انشودة الحياة. اللاذقية - ربا غسان الحايك صحافية