يظل الأب بعاطفته الجياشة يعيش كل لحظة من لحظات حياته يرعى فلذته يراها تنمو النبتة الخضراء ومع كل يوم يزداد حرصاً عليها فهو يرى بهجته من خلالها ضحكتها ويعيش سعادته من اشراق بسمتها حتى يصبحا جسدين في روح واحدة.. لتأتي الايام بكل جبروتها وبكل قوانينها لتذهب هي الى - مملكتها - لتعيش حياتها ليجد "الاب" نفسه في لحظة لابد منها والاستسلام لها انها سنة حياة ..هذا شاعرنا اليوم .. يحدثنا عن دمعته التي تسللت بين زغاريد الفرح ليلة عرس ابنته التي ارتبط بها .. انها سحر: صمتي غمامٌ عاقرٌ وفمي حجرْ وجوانحي شجرُ النحّيب المُنتظرْ الليل يسأله الصباح من الذي وارى رِماح الغمّ في جفن الضجرْ؟ ورمى بها صبري وأشعل لوعتي وعلى ذُرا عزمي تجبر وانتصر؟ فأنا هنا أسْتافُ جمر فواجعي وأنضّد الاهات في رفّ العِبر روحي تُصلي في هزيع وجومها والقلب من شهب المكابدة انفطر ياااأنت يامن تحملين جوانحي بين الحقائب لو أعدت لنا النظر!! لوجدت ياحبااااه فوق خدودنا دررا بلون الجمر تتبعها درر أو ترحلين بنا.. !! فمن يبقى هنا.!! ماااانحن إلا أنت ياااكل البشر أو ترحلين بمهجتي وببسمتي وبزفرتي وبمدمعيّ ضُحى السفر؟؟ أو ترحلين بطلّة الفجر التي علّمتِها معنى الحياة المُبتكر!! وفتحت نافذة الحياة لشمسها ونسجت من رمشيك مِشكاة القمر ورسمت في أفق الجمال ورودها بشذاك في وهج العبير المُستطر وشدت بلابلها وطاف فَراشها من حول روحك (حجّ) عشقا واعتمر والليل من يبني ثواني أنسهِ ويدير للأحباب (فاتحة) السَّمر الكون أنت .. ومن يديك سقيتنا شَهْدَ الطموح فتحت أبواب الظفر أو ترحلين بنا .!! فمن يبقى هنا!! ماااانحن إلا أنت ياااكل البشر يوم الرحيل بكت عليك دموعنا وبكى البكاء مع السماء بكى المطر وبكت عليك الشمس قبل شروقها وبكتك قبل غروبها وبكى الشجر إن ترحلي جسداً فروحك هاهنا في كل روحٍ بالمحبة تزدهر في مكتبي أنفاس نبضك لم تزل عَبَق القوافي والمعاني والصور في شرفتي وردٌ وسربُ زنابقٍ تهفو إلى عينيك تمتاح الحَوَر وهنا هداياك الثمينة لم تزل ببريقها الزاهي تقاسمني السهر واااحزن هذا البيت حين تركتِهِ يبكي ويبدي للعواذل ما أسر واااحزنه إذا ترحلين ، وسعده في مقلتيك كطيفِ حلمٍ قد عبر في باب غرفتك الجليل قلوبنا مصلوبةُ لشروق وجهك تنتظر وعلى مخدّتك الرقيقة دمعنا نهرٌ من الزفرات مُخضلّ الكدر مازال عطرك عابقٌ تروي لنا أنفاسه سِحر العبير إذا انتشر مازال خطوك نغمة تحيا بها نبضاتنا ويضيء ناشئة الخَفَر مازال صوتك لحن حبٍ خالدٍ يَهَبُ الغصون بلابلا وصدى وتر ويداك ياااليديك لن أنساهما لا شيء أكرم من يديك ولا أبر في كل روضٍ من مدارج عمرنا في كل لحظةِ بهجةٍ لهما أثر أو ترحلين بنا .!! فمن يبقى هنا.!! مااانحن إلا أنت يااااكل البشر سُوَرٌ من الآهات تتلوها سُوَرْ وحناجرٌ جفّت على باب السحر أنا مابكيت . وكيف يبكي هالك!! نحت الأسى عينيه في عيني سَقر وَقَفَتْ على قلق التوجّع نفسهُ تصغي إلى همس التوجّس في حذر مابين من يبكي هنا من سعدهِ : أو ضاحكٍ تطويه قارِعةُ الضجر والشعر طأطأ في خضوعٍ حِسّهُ ماذا سيكتب عن رحيلك يا "سحر"؟ ماذا سيكتب أنت سرّ بيانهِ ومَجازهِ وخيال روعتهِ الأغرّ سيري بتوفيق الإله حبيبتي لابد أن نرضى بما قسم القدر سيري بتوفيق الإله صغيرتي وكفاك من سوى بهاءك : كل شر وأنا سأبقى هاهنا أتلو على سمع الهوى :(إني أحبك ياسحر) والدك المحب 14 / 10 /1435