أعلن بوش في مؤتمر صحافي سابق ان الحرب في العراق انتهت ووضعت أوزارها. لكن واقع الحال في العراق يقول العكس. فالحرب، على ما يبدو، لم تنته بعد. فسلسلة الهجمات التي تشن يومياً على جيش الاحتلال الاميركي، والفوضى والاضطراب في معظم المدن العراقية، دليل على استمرار الحرب. وبات الأمر يشبه الى حد كبير حرب الشوارع في فيتنام. وما يسهم في بدء نجاح هذه العمليات عدم معرفة المحتل لمصدر هذه الهجمات، نظراً الى تعدد التيارات في الساحة العراقية. فنجد ارتباكاً واضحاً لدى الادارة الأميركية. فتارة تنسب الهجمات الى النظام العراقي السابق، وتارة الى تنظيم "القاعدة"، وتارة الى الشيعة. والشعب العراقي يرفض أي وجود أجنبي على أرضه، ما جعل مهمة الادارة الأميركية صعبة للغاية. ويتكرر اعلان بوش المرتبك عندما قال: "ان هذه الاعتداءات المتواصلة هي نتيجة النجاح الذي أحرزه الاميركيون في العراق. لكن ما نراه على أرض الواقع يثبت العكس. فجيش الاحتلال بات على يقين بأن المهمة ليست سهلة، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الهجمات، وارتفاع عدد الخسائر البشرية في صفوف الأميركيين. مهما يكن، فنحن تعودنا على اللهجة الاميركية الملتوية. ما نتمناه ان يتحرر العراق من سلاسل الاحتلال ويعود الى الساحة العربية والدولية أحسن من السابق. جدة - جلال بو شعيب فرحي [email protected]