عاد رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينغه إلى كولومبو أمس، بعد حصوله على دعم واشنطن، متعهداً إعادة البرلمان إلى العمل، في وقت كشفت الرئيسة شاندريكا كوماراتونغا مشروع قانون يمنح الجيش صلاحيات إضافية، وألغت حال الطوارئ في البلاد بعد يومين على إعلانه. وقال رئيس الوزراء لدى نزوله من الطائرة أمام عشرات الآلاف من أنصاره: "سأعمل على أن يستأنف البرلمان نشاطاته على الفور"، مضيفاً أن "البرلمان يشكل النقطة المركزية في عملية السلام وتعليقه يجعلنا غير قادرين على مواصلة المسيرة". ويتوقع أن يسعى ويكريميسينغه إلى إجراء لقاء حاسم مع كوماراتونغا التي فاجأته أثناء زيارته واشنطن الثلثاء الماضي، بإقالة ثلاثة وزراء في حكومته وتعليق البرلمان لأسبوعين غداة خلاف على إدارة عملية السلام مع التاميل. وأعلن ويكريميسينغه أنه سيستأنف المناقشات مع النروج التي تلعب دور الوسيط في ملف التاميل، خصوصاً من أجل البحث في اقتراح سلام تقدم به المتمردون الأسبوع الماضي وينص على منح حكم ذاتي للمنطقة ذات الغالبية التاميلية في شمال شرقي الجزيرة، الأمر الذي لاقى معارضة شديدة من الرئيسة كوماراتونغا. وأفاد مصدر مقرب من رئيس الوزراء أن الحزب الذي يتزعمه الأخير طلب من رئيس البرلمان عقد اجتماع لمسؤولي الأحزاب كافة للبحث في إمكان تحدي الإجراءات التي اتخذتها الرئيسة. وكانت خطوة كوماراتونغا التي وصفت ب"الانقلاب الدستوري" جاءت بعدما اتهمت خصمها السياسي ويكريميسينغه بتقديم الكثير من التنازلات للانفصاليين التاميل. وسبق أن وقع ويكريميسينغه اتفاقاً لوقف النار مع المتمردين في 22 شباط فبراير 2002، ما يفسح في المجال لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 20 سنة والتي أسفرت عن سقوط 65 ألف قتيل. وفي المقابل، رفعت كوماراتونغا أمس حال الطوارئ الذي فرضته على البلاد أول من أمس لفترة 10 أيام من دون أن يدخل حيز التطبيق على رغم نشر عدد كبير من قوات الأمن. وصرح الناطق باسم الرئيسة نيفييل ناناياكارا بأن الرئيسة كوماراتونغا ألغت حال الطوارئ في البلاد، مشيراً إلى تحضير أمر بإعطاء الجيش صلاحيات إضافية.