رفض حزب الشعب الديموقراطي الكردي اعتبار القضية القبرصية أكبر عائق أمام دخول تركيا الاتحاد الأوروبي. وذكر في بيان أصدره أمس، أن قضيتي الأكراد والديموقراطية، كانتا ولا تزالان العائق الأكبر والأهم أمام لحاق تركيا بالركب الأوروبي. وحض الحزب الحكومة التركية على العمل بجد لتحقيق مزيد من الإصلاحات، مذكراً بأن ما أقره البرلمان التركي صيف العام الماضي بشأن حرية التعليم والإعلام باللغة الكردية، لم يطبق إلى الآن. وجاء ذلك بعد إعلان المفوضية الأوروبية الأربعاء الماضي، تقريرها السنوي الذي ربطت فيه صراحة بين بدء مفاوضات العضوية مع تركيا وحل القضية القبرصية، ما أثار أزمة سياسية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا التي تصر على الفصل بين الملفين. غير أن تصدر القضية القبرصية تقرير المفوضية الأوروبية، أثار مخاوف الأوساط الكردية في تركيا التي تستند إلى دعم الاتحاد الأوروبي من أجل الحصول على ما تطالب به من حقوق ثقافية وسياسية. وأبلغت مصادر في حزب الشعب الديموقراطي "الحياة" أمس، أن القوى التقليدية في تركيا التي ترفض دخول تركيا الاتحاد الأوروبي كما ترفض منح الأكراد حقوقهم، ستتخذ من التقرير الأوروبي ذريعة للمطالبة بمقاطعة الاتحاد الأوروبي وإيقاف الإصلاحات في البرلمان، ما يزيد الملف الكردي تعقيداً، خصوصاً مع تولي الولاياتالمتحدة ملف الأكراد في شمال العراق وتراجع الدور الأوروبي هناك. وأبدت تلك المصادر شكوكها من الموقف الأميركي حيال القضية الكردية، وقلقها البالغ في الوقت نفسه من المساعي التركية الحثيثة لدى دول الاتحاد الأوروبي لتصنيف الأحزاب الكردية على أنها أحزاب إرهابية. كما تخشى الأوساط الكردية من انشغال أنقره بالمسألة القبرصية التي تختلف وجهتا نظر الحكومة والعسكر بشأنها، وترك ملف حقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق الأكراد جانباً، خصوصاً أن الوقت ليس في مصلحة الجانب الكردي المعتدل، بعدما هدد حزب العمال الكردستاني بالعودة إلى العمل المسلح بداية العام المقبل، ما لم تقدم أنقره حلاً للقضية الكردية وتفرج عن زعيم الحزب عبداالله أوجلان.