أعرب زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان عن استيائه من استخدام حكم الاعدام الصادر بحقه ورقة مساومة بين الأحزاب والائتلاف الحاكم للوصول الى أهداف سياسية بعيدة تماماً عن القضية الكردية. وقال اوجلان: إذا كان اعدامي سيفتح الطريق أمام حل عادل للقضية الكردية في تركيا فليعدموني فوراً. وأيد للمرة الأولى مطلب أعدائه حزب الحركة القومية عرض ملفه على البرلمان ليبت فيه. واتفق زعماء الائتلاف الحكومي الثلاثة بولند أجاويد ودولت بهجلي ومسعود يلماز على عقد قمة غير عادية اليوم الاربعاء في مبنى رئاسة الوزراء، لمناقشة وضع اوجلان واتخاذ قرار نهائي اما بتأجيل النظر في ملفه الى حين صدور قرار محكة حقوق الانسان الأوروبية، حسبما يصر اجاويد آخذاً بعين الاعتبار مسألة عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، أو إحالة الملف على البرلمان للمصادقة على الحكم وتنفيذه حسبما يدعو بهجلي، فيما يساند يلماز رأي اجاويد في تقديم مصالح أنقرة الأوروبية على ارضاء الرأي العام المحلي. وعلى رغم ان القوميين بزعامة بهجلي يدينون لاوجلان بوصولهم الى السلطة فإن طروحاتهم ومناصريهم تضغط في اتجاه تنفيذ الحكم فوراً، ويشكل اوجلان بالنسبة اليهم ورقة مساومة رابحة. ويعلم بهجلي جيداً ان اعدام اوجلان يعني نهاية الحلم التركي في الاتحاد الأوروبي وعودة القتال الى جنوب شرقي تركيا، لكنه يطمع من خلال حملته على الزعيم الكردي بالحصول على موافقة لإصدار قانون العفو عن المساجين القوميين. وإذا كان من المرجح ان تنتهي قمة اليوم باتخاذ قرار بضرورة انتظار قرار المحكمة الأوروبية التي طلبت من أنقرة تجميد تنفيذ الحكم حتى الانتهاء من درس القضية فإن اجاويد لا يبدو منزعجاً كثيراً من مشاكسات شريكه وغريمه، اذ أنه يستغلها جيداً خلال لقاءاته مع وفود الاتحاد الأوروبي ليطلب من خلالها دعماً أكثر لكي يتغلب على المعارضة القومية الشرسة. ومن جانب آخر أعلن حزب "الديموقراطية من أجل الشعب" المتعاطف مع الأكراد انه في حال اعدام اوجلان فإن الأكراد سيعودون الى ثورتهم في الجنوب، واشار الى مجموعة مسلحة من حزب العمال الكردستاني رفضت الانصياع لأوامر اوجلان بترك السلاح وخرجت عن الحزب وقامت بعملية ضد الجيش التركي في حادثة تشير الى احتفاظ الكردستاني بقوته المسلحة وقدرته على الهجوم. وذكرت الصحف ان قوات الأمن نفذت الكثير من عمليات الاعتقال في محافظة ديار بكر عقب تصريحات يلماز في خطابه في المحافظة حين قال ان الطريق الى الاتحاد الأوروبي يمر من ديار بكر، مشيراً الى ضرورة حل القضية الكردية، وعلقت وسائل الاعلام على العمليات الأخيرة هناك بأن في تركيا من المنتفعين من لا يريد السلام جنوب شرقي الأناضول.