قالت أجهزة الأمن الموريتانية إنها عثرت على أسلحة وذخائر بعد عمليات تفتيش في منزل المرشح للرئاسة محمد خونه ولد هيدالة وعدد من أنصاره، في ما اعتبر تسخيناً للحملة الانتخابية قبل ثلاثة ايام من موعد الاقتراع. واعتقلت قوات الأمن محمد الحسن ولد الددو الاسلامي البارز لبعض الوقت ثم أفرجت عنه من دون اعطاء تفسير للاعتقال. واعلن مساء اعتقال نجل ولد هيدالة. وقال بيان أصدره مدير الأمن الجهوي لمنطقة نواكشوط محمد ولد السيد ان اجهزة الأمن "تلقت معلومات تفيد بعزم جماعات متطرفة على استخدام العنف في رفض نتائج الانتخابات اذا لم تكن لمصلحتها". وحدد تلك الجماعات في حركة "ضمير ومقاومة"، والاسلاميين المتطرفين، والمحيط المباشر للمعني هيدالة. وقال ان الشرطة عثرت على عدد من رشاشات الكلاشنيكوف وكميات من الذخيرة. ولم يعط البيان أرقاماً. غير ان ولد هيدالة قال ل"الحياة" انه "لم يعثر سوى على رشاشين في منزلي انا... واستعرت احدهما بورقة رسمية من قيادة أركان الحرس الوطني، أما الآخر فقد احتفظت به منذ حرب الصحراء، والجميع يعرف هذا الرشاش الذي احتفظ به منذ السبعينات". وكان ولد هيدالة أحد الضباط الذين قادوا حرب الصحراء ضد جبهة "بوليساريو" في العام 1975 قبل ان يطيح الجيش المختار ولد داداه ويعقد صلحاً مع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، انسحبت بموجبه موريتانيا من النزاع على المستعمرة الاسبانية السابقة. وقال ولد هيدالة ان "عمليات التفتيش حلقة في سلسلة من المضايقات أتعرض لها منذ بدء الحملة"، وأضاف: "انها تفسر شعور السلطات بأنني منافس قوي". ومع اقتراب موعد الاقتراع يوم الجمعة المقبل صعدت كل الأطراف حملة الاتهامات والاتهامات المضادة. وتزامنت المداهمات التي قامت بها ادارة الأمن مع مؤتمر صحافي عقده حمود ولد محمد مدير حملة الرئيس الطايع، حمل فيه على المرشح هيدالة، ووصفه بالخارج عن القانون. وقال: "هيدالة اختار طريق العنف والارهاب"، مشيراً الى انه "أحاط نفسه بجماعات متطرفة من الاسلاميين والماركسيين". وعرض مدير حملة الطايع منشورات تحمل عبارات موجهة الى الولاة والحاكم تحذرهم من عدم الحياد. وتقول احدى العبارات: "عدم حيادكم يشكل خطراً عليكم". واعتبر ان هذه العبارة تشكل تهديداً لحياة المسؤولين الاداريين. وتتضمن حملة هيدالة عدداً من الشعارات الموجهة الى القائمين على الانتخابات تدعوهم الى الحياد. ويقول احد هذه الشعارات: "لا تقفوا ضد خيار الشعب". ويصف شعار آخر التزوير بأنه "خيانة للضمير". ويقول ثالث: "لا تعرضوا أنفسكم لغضب الشعب". ووصف مدير حملة ولد الطايع هيدالة بالعاجز عن استيعاب الحداثة لانقطاعه فترة طويلة والعيش في البادية. وحكم هيدالة موريتانيا خمسة أعوام من العام 1981 الى ان أطاح الرئيس الحالي معاوية ولد الطايع نظامه في انقلاب أبيض عام 1984.