يلتقي مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز كلا من رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ونظيره الاسرائيلي أرييل شارون خلال زيارته القصيرة الى المنطقة التي يصل اليها غدا وتستمر يومين في ما بدا مسعى اميركيا جديدا لتحريك الاتصالات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، والتي يشكل الاجتماع بين أبو علاء وشارون انطلاقة رسمية لها. يأتي ذلك في خضم اجتماعات ولقاءات اسرائيلية - فلسطينية برعاية اوروبية حرص الجانبان على نفي صبغتها الرسمية التفاوضية، رغم ان مصادر صحافية اسرائيلية افادت ان لقاء لندن ما هو الا "غطاء" لاتصالات بين مندوب شارون، ممثلا بنجله عومري، ومندوب الرئيس ياسر عرفات ممثلا بالعميد جبريل الرجوب، بناء على طلب شارون الابن لتجديد الاتصالات مع عرفات. رجحت مصادر فلسطينية مطلعة ان يفضي اللقاء المقرر بين مدير مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني حسن ابو لبدة ونظيره الاسرائيلي دوف فايسغلاس الاحد او الاثنين الى تحديد موعد نهائي لاجتماع يضم رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع أبو علاء ونظيره الاسرائيلي آرييل شارون. وأعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان مهمة المبعوث الاميركي الخاص وليام بيرنز الذي يصل الى المنطقة الاحد ستتركز على التمهيد لهذا اللقاء والدفع باتجاه تحريك "خريطة الطريق"، مشيرة الى ان الاخير لا ينوي لقاء عرفات تمشياً مع سياسة واشنطن القاضية بمقاطعة الأخير رضوخاً لمطالب تل ابيب. اتصالات "سرية" بين الرجوب وعومري؟ وفي هذا الاطار، كشف المراسل الاسرائيلي المعروف في صحيفة "هآرتس" العبرية عكيفا الدار اللقاء المنعقد حاليا في احدى ضواحي لندن بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين، من بينهم العميد جبريل الرجوب وعومري شارون نجل رئيس الوزراء، ليس سوى "غطاء" لعقد اتصالات سرية بين مندوب شارون ومندوب عرفات تم الترتيب لها بين رجل الاعمال محمد رشيد وشارون الابن بناء على طلب الاخير. وأكدت الصحيفة نقلاً عن "مصدر فلسطيني رفيع المستوى" ان اللقاء عقد بعد توجه عومري الى رشيد برغبته اجراء اتصالات سرية واستغلال لقاء "ديتليش بارك" كذريعة لهذه الاتصالات، وان رشيد الذي عاد أخيراً الى رام الله بعد غياب طويل نقل هذه الرسالة الى الرئيس الفلسطيني الذي قرر بدوره ايفاد الرجوب. واشارت الصحيفة الى ان شارون توصل الى قناعة بأنه من دون الاتصالات مع عرفات لن يكون هناك أي تقدم في المجال السياسي او الامني. والى جانب ما يجري في لندن من لقاءات وصفها المشاركون فيها بأنها لا تتجاوز "حلقة دراسية" لمعرفة ما يدور في الجانب الاخر، والتي رأى المراقبون انها تأتي في اطار تحركات شارون "التضليلية" لابعاد الانظار عما يجري على الارض الفلسطينية من توفير مزيد من الوقائع على الارض، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية اليمينية عن ما يعنيه شارون من "خطوات احادية الجانب" قال انه سيقوم بها اذا فشلت مساعيه مع الفلسطينيين في اطار تطبيق "خريطة الطريق" كما يراها هو ووفقا لتحفظاته ال14 عليها. وكشفت الصحيفة نقلاً عن مصادر قريبة من شارون ان الخطوة التي ينوي الاخير تنفيذها هي اخلاء بعض المستوطنات المعزولة في قطاع غزة بالتزامن مع خطوة موازية يقوم من خلالها ب"ضم" التكتل الاستيطاني الضخم "غوش عتصيون" جنوبالقدس او مستوطنة "معاليه ادوميم" شرق المدينة المقدسة. ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها ان من شأن هذه الخطوة ان تلقى قبولاً لدى اليسار الاسرائيلي "حتى اليسار المتطرف في جنيف"، في اشارة الى القائمين من الاسرائيليين على اتفاقية جنيف، لأن المستوطنات المذكورة تحظى باجماع اسرائيلي على ضرورة ضمها الى اسرائيل. كما انها ستسكت اليمين الاسرائيلي ايضا خصوصا المشاركين في ائتلافه الحكومي. ونقلت الصحيفة عن المصدر الاسرائيلي قوله انه "خلافا لما ينشر في وسائل الاعلام بأن شارون تحول الى ميرتس حركة السلام الاسرائيلية بموجب هذه الخطوات، ستكون هذه الخطوات قاسية على الفلسطينيين وليست جيدة". يذكر ان اصواتاً اسرائيلية عديدة ارتفعت في الاسابيع الاخيرة بعد مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين في مستوطنة "نتساريم" وسط قطاع غزة، دعت الى اخلاء هذه المستوطنة. ورفع ضباط ومسؤولون عسكريون اسرائيليون علامات استفهام عن المغزى والهدف من وجود جنود الاحتلال في قلب غزة لحماية عشرات المستوطنين من جانب كتيبة عسكرية كاملة. التوقيع على "اتفاق جنيف" وفي هذه الاثناء، يستعد الوفد الفلسطيني وشخصيات فلسطينية مرافقة للتوجه الى جنيف للمشاركة في مراسم التوقيع على "اتفاقية جنيف" غير الرسمية التي توصلت اليها شخصيات فلسطينية واسرائيلية بعد محادثات ومفاوضات استمرت بشكل مكثف اكثر من سنة. وكشفت اشرطة فيديو مسجلة لجانب من وقائع هذه المفاوضات مراحل صعبة بين الطرفين تخللتها لحظات غضب شديد من الجانب الفلسطيني، خصوصا عندما جرى التفاوض على الاسرى والمعتقلين وكذلك اللاجئين وغير ذلك من قضايا الحل النهائي الساخنة.