أعلن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء، وهو احدى الشخصيات التي ترددت اسماؤها لخلافة الرئيس ياسر عرفات، فور عودته من جولة طويلة في الخارج تخللتها تصريحات مكثفة للمسؤولين الاسرائيليين بشأن البحث عن "قيادة بديلة" للرئيس عرفات، أنه لن يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون طالما تحدث الاخير بطريقة غير لائقة عن "رمز الاستقلال والرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني". وعلم في القاهرة امس ان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت سيزور مصر غداً ويستقبله الرئيس حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ للبحث في كيفية التغلب على الاوضاع المتردية في الاراضي الفلسطينية. وفي غضون ذلك اكد رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب ل"الحياة" ان المشادة بينه وبين الرئيس عرفات انتهى امرها و"ارفض قيام اي مشكلة شخصية فيما نحن نواجه الاحتلال". وجاء اعلان "ابو علاء" هذا فيما كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية امس، نقلاً عن "تقرير سري" اعدته السفارة الاسرائيلية في واشنطن عن نتائج اجتماع شارون الاخير مع الرئيس الاميركي جورج بوش، ان الرئيس الاميركي رفض مطالب شارون "طلباً تلو آخر" خصوصاً تلك المتعلقة باستبدال عرفات واغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. وأكدت مصادر في السلطة الفلسطينية ل"الحياة" ان تصريح "ابو علاء" جاء للتعبير عن الغضب الفلسطيني من استغلال شارون "الرخيص" للقاء الذي عقده معه ثلاثة مسؤولين فلسطينيين راجع ص 4. وفي اطار تمسك كبار رجال السلطة الوطنية الفلسطينية بالقيادة الشرعية للرئيس عرفات اكد رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب خلال مكالمة هاتفية اجرتها معه "الحياة" امس من لندن للاستفسار عما ورد في وسائل الاعلام عن مشادة بينه وبين الرئيس عرفات ان الحادث "نتيجة تراكمات وضغوط وظروف معروفة". واضاف: "انا جلست مع ابو عمار امس وانتهى الأمر. لن يدفعني احد الى الانشقاق. الموضوع كله وراء ظهري، وارفض قيام مشكلة شخصية بينما نواجه الاحتلال وعنفه". وتابع العقيد الرجوب: "لن اكون طرفاً في اي لعبة، فأنا مع الشرعية ومع الممارسة الديموقراطية". واضاف ان "شارون كان وعد ان يتكلم معنا بعد عودته من اميركا إلا انه لم يفعل بعد"، مشيراً الى ان شارون مريض حالياً. وقال الرجوب: "هناك اتصالات مع البريطانيين والفرنسيين والاميركيين، وتكلمنا مع جماعة جورج تينيت". وختم بالقول: "لا عمل سياسياً في الوقت الحاضر. الاميركيون غائبون عن العمل المباشر". من جهة اخرى، أكد "ابو علاء" انه ابلغ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي التقاه امس في رام الله "اننا لسنا على استعداد لعقد لقاءات اخرى مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اذا استمرت الحكومة الاسرائيلية في الحديث عن ياسر عرفات بهذه الطريقة غير اللائقة"، مضيفاً انه "لن يقبل لكائن من كان ان يتحدث بهذه الطريقة عن رمز الاستقلال الفلسطيني ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني". ووصف الحديث الاسرائيلي عن بدائل بانه "كلام سخيف وتافه"، مؤكداً ضرورة توافر الاحترام المتبادل قبل عقد اي لقاء مستقبلي مع شارون. واعتبر الامين العام للمجلس الوزاري الفلسطيني احمد عبدالرحمن تصريحات "ابو علاء" بانها جاءت للتعبير عن غضب الفلسطينيين وضيقهم من سوء استغلال شارون للايجابية الفلسطينية ووقوع بعض الاطراف في هذا الفخ، علماً ان اي لقاء مع شارون لا يعقد من دون موافقة عرفات المسبقة عليه. الى ذلك، التقت عضو المجلس التشريعي عن مدينة القدس حنان عشراوي والمفوض السياسي لشؤون القدس سري نسيبة وزير الخارجية البريطاني سترو في القدس في تجديد لعرف ديبلوماسي للقاءات مسؤولين اوروبيين يزورون المنطقة مع فلسطينيين مقدسيين في مدينة القدس. واعلن في القاهرة ان الرئيس مبارك سيستقبل غداً السبت مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت في شرم الشيخ. وتوقعت مصادر ديبلوماسية تحدثت ل"الحياة" ان يبحث تينيت مع المسؤولين المصريين في السبل الكفيلة بتنفيذ الخطة التي عرفت باسمه واعتبرت سارية المفعول منذ 13 حزيران يونيو الماضي، والتي تقضي بالتزام الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بوقف متبادل وشامل لاطلاق النار والبدء في خطوات أمنية محددة من أجل العودة الى التعاون الأمني والى الوضع الذي كانت عليه الحال قبل 28 ايلول سبتمبر عام 2000. وفي نيويورك، ابلغ وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية كيرين برنرغاست مجلس الامن قلق الاممالمتحدة من التطورات في الاراضي الفلسطينية، ولفت الى لقاء شارون اخيراً مع ثلاثة مسؤولين فلسطينيين واعتبر ذلك "تطوراً مشجعاً". لكنه قال ان ليس من الواضح "ما اذا كانت هذه الاتصالات ستؤدي الى استئناف حوار سياسي بين الطرفين". وشدد برنرغاست على ان "السبيل الوحيد لاستعادة الأمن للجميع هو استئناف المفاوضات السياسية ذات المعنى". واضاف ان "الجهود لاعادة استتباب الامن من دون معالجة الوضع السياسي ستلاقي الفشل"، مشيراً الى "خطورة تحول تفاهمات تينيت وتوصيات ميتشل الى عراقيل بدلاً من ان تكون جسوراً للعودة الى طاولة المفاوضات".