قال المندوب الفلسطيني الجديد في جنيف انيس القاق ان السلطة الفلسطينية قد تتبنى "مبادرة جنيف"، لكنه اضاف: "لا يمكننا تبني هذه الخطة رسميا لأنها لم تكن خاضعة لمفاوضات بين ممثلين رسميين، لكننا قد نتبناها في حال فعلت ذلك اسرائيل واللجنة الرباعية او الولاياتالمتحدة". واشاد ب"شجاعة اولئك الذين تفاوضوا على النص وناقشوا آليات السلام في وقت لا نرى فيه سوى العنف والظلام والابواب المغلقة". وقال: "للمرة الاولى، هناك خطة تفصيلية تظهر ما يمكن استخلاصه من المفاوضات". وستطلق المبادرة التي يرفضها رئيس وزراء الاسرائيلي ارييل شارون ويبدي الرئيس ياسر عرفات دعما فاترا لها الاثنين في جنيف خلال حفلة يشارك فيها 700 شخصية دولية بينها الرئيس السابق جيمي كارتر، مهندس اتفاقات كمب ديفيد بين مصر واسرائيل عام 1978. واوضح القاق ان المفاوضات الخاصة بالمبادرة المكونة من نحو 50 صفحة وتعالج مجمل القضايا الرئيسية، كانت بدأت قبل نحو ثلاثة اعوام، لكن القادة الفلسطينيين كانوا مطلعين على مجراها. واجرى المفاوضات وزير الاعلام السابق في السلطة ياسر عبد ربه ووزير العدل الاسرائيلي السابق يوسي بيلين. في غضون ذلك، يرى العرب في "مبادرة جنيف" مساهمة جديدة في الجهود الهادفة الى تحقيق السلام، الا انهم اعربوا عن خشيتهم ازاء ضآلة تأثيرها بسبب السياسة التي يتبعها شارون. وايدت المبادرة الاردن ومصر، وهما دولتان عربيتان وقعتا معاهدة سلام مع اسرائيل. وبموجب المبادرة سيستعيد الفلسطينيونالضفة الغربية بالكامل تقريبا، في حين سيتم تقاسم السيادة على القدس. وفي المقابل، سيتخلى الفلسطينيين عمليا عن حق العودة لحوالى 8،3 ملايين لاجئ. واكد وزير الخارجية الاردني مروان المعشر تأييد بلاده للمبادرة، معتبرا انها "تستحق دعم العرب والاسرة الدولية". وفي اواخر تشرين الاول اكتوبر، دعا وزير الخارجية المصري احمد ماهر الى اعطاء المبادرة فرصة لانها قد تكون "بمثابة الضوء في اخر النفق". وبذل عبد ربه جهودا حثيثة خلال الاسابيع الاخيرة للحصول على دعم الحكومات العربية. وافاد مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية في القاهرة محمد صبيح ان الدول العربية تؤيد هذه المبادرة لانها قد تشجع على قيام حركة في اوساط الرأي العام الاسرائيلي مؤيدة لاجراء مفاوضات. واضاف: "اعتقد بأن هناك حركة واسعة في اسرائيل تعتبر ان شارون يسير في الاتجاه المعاكس، في حين تعرض هذه الخطة على المجتمع الاسرائيلي طريقا آخر باتجاه السلام". وتابع ان الخطة تأتي في وقت بدأت فيه شخصيات مهمة في اسرائيل، خصوصا في مجالي الدفاع والامن تندد بالسياسة المتطرفة التي يتبعها شارون. لكنه اوضح ان الخطة نوقشت على صعيد ثنائي عبر مندوبي فلسطين في الدول العربية وليس داخل المجلس الوزاري التابع لجامعة الدول العربية لانها ليست رسمية. من جهته، بدا هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، اكثر تشاؤما بالنسبة الى التأثير الذي تتركه الخطة رغم تشديده على ترحيب العرب بها. وقال في هذا الصدد: "بصراحة، لا توجد امال كبيرة ... لان الحكومة الاسرائيلية لا يبدو انها عازمة على تقديم تنازلات". واضاف ان الفلسطينيين يخسرون المزيد من الاراضي يوميا بسبب بناء المستوطنات و"الجدار الفاصل" مع بقاء الحصار المفروض على المدن الفلسطينية. واعتبر ان "اي جهد مثل مبادرة جنيف مرحب به لكن يجب الا يلهينا عن القضية" الرئيسية وهي فشل تطبيق "خريطة الطريق"، مشيرا الى ان الجامعة تدعم هذه الخطة التي اقترحتها اللجنة الرباعية.