النائبة الايطالية عن حزب "التحالف القومي" الحزب الفاشي السابق وحفيدة الديكتاتور بنيتو موسوليني، استقالت من مجموعة حزبها في البرلمان، وقررت الانضمام إلى المجموعة المختلطة في مجلس النواب. اليساندرا موسوليني، التي شغلت المنصب لإحدى عشرة سنة، صفقت الباب في وجه زعيم حزبها نائب رئيس الحكومة الايطالية جانفرانكو فيني، مؤكدة أن "اللقب" العائلي الذي تحمله قد أسيء إليه، خلال زيارة فيني لإسرائيل الأسبوع الماضي، وتقديمه الاعتذار لليهود عن المجازر التي ارتكبتها الفاشية ضدهم والقوانين العنصرية التي أصدرها موسوليني ابان الحرب العالمية الثانية وسماحه بترحيل آلاف من اليهود الايطاليين إلى المعتقلات الجماعية في المانيا الهتلرية. سبب الاستقالة، أي تصريحات فيني ومكانها، قد يوحي بموقف ما للنائبة موسوليني من الصراع العربي - الإسرائيلي، لكن الواقع أبعد ما يكون عن ذلك، وما حصل هو صراع بين اليساندرا وفيني وتدهور في علاقتهما التي لم تكن سمناً وعسلاً على الدوام. اذ شكلت اليساندرا، بقوتها الانتخابية والاسم الذي تحمله، قوة تجاذب داخل الحزب وفي مجلس النواب، واستطاعت خلال سنوات عملها النيابي، منذ 1992، أن تتجاوز انتماءها الحزبي الضيّق لتقيم تحالفات عريضة دفاعاً عن قضايا تهم المجتمع الايطالي. وجاءت استقالة موسوليني من المجموعة النيابية لحزبها، في إطار الموقف من زيارة فيني إلى إسرائيل، لكن هذا لا يعكس تضامناً من جانبها مع الفلسطينيين في قضيتهم، فهناك اتفاق ضمني للمصالحة بين فاشيي الأمس واليهود بشكل عام. واذ اعتبر كثير من المحللين خطوة فيني "شجاعة" وب"الإمكان انتظار نتائجها وتأثيراتها لحين الانتخابات البرلمانية المقبلة في ايطاليا"، كما أكد المؤرخ والمحلل السياسي سيرجو رومانو، إلا ان ثمة اعتقاداً بأن نتائج هذه الخطوة قد تبدأ بالظهور مطلع العام المقبل عندما سيجري رئيس الحكومة سيلفيو بيرلوسكوني مراجعة لبرنامج حكومته وتشكيلتها، ويُتوقع أن تسند حقيبة الخارجية الى فيني بعدما سقط "الفيتو" الإسرائيلي. وذهب فيني في استرضاء اسرائيل الى حد تبرير بناء جدار الفصل باعتباره "حقاً دفاعياً لإسرائيل".