على رغم إعلان رئيس الحكومة الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني نيته الاحتفاظ بحقيبة الخارجية بالوكالة لفترة طويلة، تردد في روما أمس احتمال اختيار نائب رئيس الوزراء جانفرانكو فيني زعيم حزب التحالف القومي لشغل المنصب خلفاً لريناتو روجّيرو الذي استقال قبل ثلاثة أيام. ولم يخف فيني حماسته لاستلام المنصب معتبراً نفسه "المرشح الطبيعي". وفيما لم تصدر عن الأوساط السياسية تعليقات حول هذا الاحتمال فإن تقديرات بعض المطلعين تشير إلى صعوبة ان يخلف فيني روجّيرو. فالمعروف ان الرجل امتلك دوراً أساسياً في تحويل الحزب الفاشي السابق إلى حزب دستوري ممثل لليمين وأغلق ملفات العلاقة مع الماضي الفاشي. ولكن على رغم هذا الإنجاز، فإن فيني الذي اجتاز في ايطاليا امتحان الأهلية الدستورية يواجه مخاطر أن يسقط ترشيحه بسبب مواقف تأتي من بعيد، أي من إسرائيل ومن وراء الأطلسي. وتمكن فيني خلال زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة من إقناع عدد من المسؤولين الاميركيين بصدقية التغيير الذي حدث داخل حزبه وبأن ملف الانتماء إلى الفاشية أغلق الى غير رجعة. وتمكن في جولته من حشد تأييد كبير لحزبه في أوساط اللوبي الإيطالي. وإذا كان إسقاط الفيتو الأمريكي في طريقه إلى التحقق فإن الفيتو الإسرائيلي قد يجعل فرص فيني معدومة، اذ لم يتمكن بعد من وضع قدمه في إسرائيل التي تعاديه لانتمائه السابق إلى حزب الحركة الاجتماعية الإيطالية. وعلى رغم تأكيد الكثير من الساسة الإسرائيليين على الصداقة التي تربطهم بحكومة بيرلوسكوني وعدم تخوفّهم من ضمها وزراء من التحالف القومي"لم تعط تل أبيب فيني حتى الآن تأشيرة العبور إلى الجانب الآخر". وبحسب مطلّعين فإن هذا الأمر قد يحول دون تسليم الخارجية لفيني لاعتراض تل أبيب الذي قد يتم تبريره بتخريجة مفادها "ليس بإمكان إيطاليا منح قيادة الديبلوماسية إلى شخصية تواجه اعتراضات من قبل دولة مهمة في صراع درامي كبير مثل صراع الشرق الأوسط".