وسط حضور شبابي كثيف، ضاق به مسرح "بيريت" في الجامعة اليسوعية في بيروت، اختتمت فرقة "شحادين يا بلدنا" بقيادة الفنان زياد سحاب سلسلة حفلاتها الغنائية التي انطلقت منتصف تشرين الأول اكتوبر الفائت. وعزفت الفرقة وسط حضور كثيف، فاضطر عدد من المشاهدين للجلوس على الدرج وفي الممرات. وامتازت جولة "شحادين يا بلدنا" بالحضور الشبابي الكثيف وتفاعله مع الوصلات الموسيقية والغنائية المقدمة، ومعارضة جزء كبير من الحضور للراعي الرسمي للبرنامج، فما ان بدأ سحاب بشكر "نسكافيه"، حتى توالت صرخات الضجيج والاستنكار. وقد تجمع عدد من الشباب والصبايا ووزعوا منشورات ضد هذا الدعم من شركة لها علاقات تجاريّة مع اسرائيل. قدمت فرقة "شحادين يا بلدنا" أربع حفلات، بدأت من الجامعة الأميركية، ثم جامعة بيروت العربية، فالجامعة اللبنانية - الأميركية، وأخيراً الجامعة اليسوعية... وقدّم سحّاب ورفاقه مجموعة من أغاني فيروز، وأحمد قعبور، ومن ألحان السنباطي وزياد الرحباني. كما قدمت مجموعة أخرى من المقطوعات من تأليف بعض أعضاء الفرقة، كأغنية "شو فيه بقلبك" وموسيقى "وصل"، من تلحين عازف العود فهد الرياشي، ووصلة موسيقية من تلحين عازف القانون غسان سحاب. وفي حفلتها الأخيرة، غنت الفرقة، "يابه له"، من ألحان الرحابنة، و"مع انو إحنا تعبنا كتير"، و"كلام الليل كده"، "الليلة يا سمرا"، و"أنا رجل فيلسوف"... واختتمت الحفلة بأغنية "قمر مولود في يافا". واستطاعت فرقة "شحادين يا بلدنا" من خلال جولتها أن تثبت حضورها الجماهيري، خصوصاً في الأوساط الشبابية الجامعية، مبرزة مجموعة من القدرات والطاقات التي سيكون لها حضورها المستقبلي بعد قليل من المراس والخبرة. ويشار خصوصاً إلى عازف العود فهد الرياشي الذي أبرز موهبة جميلة في العزف بهدوء وروحانية على آلة العود، وعلى التلحين في الوقت نفسه. وعلى "الإيقاع" لفت الانظار أحمد الخطيب الذي اشترك مع الفنان سامي حواط في عمله الأخير "رحالة"، وكذلك عازفا القانون والكلارينت غسان سحاب وطارق بشاشي. وقدمت الفنانة ياسمينا فايد وصلة غنائية قصيرة ودافئة "إنت نسيت" صفق لها الجمهور كثيراً. فرقة "شحادين يا بلدنا" ما زالت في بداية الطريق، إلا أنها حققت حتّى الآن حضوراً يبشّر بمسقبل زاهر. ولا شك في ان زياد سحاب ورفاقه قادرون على ذلك.