مشروع فني ذو طابع خاص يتميز بالمزج بين ثلاث مدارس موسيقية شرقية يقدمها شاب مصري عاشق للغناء مع مجموعة من العازفين الأجانب، كل منهم يتحدث لهجة مختلفة ويحمل في طيات شخصيته ثقافة قد لا يعرفها الآخر ولكن تجمعهم لغة الموسيقى. محمد محسن وفرقته الخاصة التي تضم ثلاثة موسيقيين أساسيين هم عازف العود اللبناني رامي يعسوب والعراقي عمر زياد على آلة القانون وعازف الكونترباص الأميركي يسعون إلى خلق حالة غنائية تختلف عن ما يقدم على الساحة الفنية. تقدم الفرقة أغاني تحمل كلمات تلمس الواقع الذي نعيشه وتعبر عنه متخلية عن عبارات الحب والهجر والنسيان التي اعتاد عليها الجمهور منذ زمن طويل. هذا إلى جانب إحياء أغاني التراث الفني المصري التي أوشكت على الاندثار والذهاب في طي النسيان. ولعب الحظ دوراً مع محمد محسن بعد أن التقى الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الذي أشاد بصوته وما تقدمه الفرقة فكتب له أغنيتين هما «وحدك وأنا لوحدي» و «ضميني في حضنك الدافي» يستعد لإطلاقهما في ألبومه الأول المنتظر صدوره الصيف المقبل. كما أنه يحرص على التعاون مع مجموعة من الشعراء الشباب الذين في بداية مشوارهم الفني بينما يتولى مع زميله رامي يعسوب تلحين الأغاني. يرجع الفضل في عشق محمد محسن إلى التراث المصري على رغم صغر سنه إلى أسرته فقد بدأ شغفه بالموسيقى في مرحلة مبكرة من عمره، إذ تربى على أنغام الفن المصري الأصيل ونشأ في منزل يملأ أركانه صوت كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب بالإضافة إلى الاستماع إلى كبار المشايخ أمثال الشيخ إسماعيل رفعت. اكتشف موهبته في الغناء بالمصادفة عندما التحق بإحدى المسابقات الجامعية لغناء دور «والله تستاهل يا قلبي» لفنان الشعب سيد درويش فحصل على المركز الأول على مستوى الجامعة. ولحرصه على دراسة الموسيقى بشكل أكثر تعمقاً انضم إلى فرقة القاهرة في دار الأوبرا المصرية تحت قيادة المايسترو عصمت عباس ولكن الأمر لم يستمر طويلاً ليقرر بعدها أن يؤسس فرقته الخاصة. جاء انضمام عمر زياد عازف القانون العراقي للفرقة لإيمانه بهدف محمد محسن في إحياء التخت الشرقي من جديد بأسلوب مطور فهو يقيم في مصر منذ عامين بعد أن درس أصول العزف على آلة القانون على أيدي كبار الأساتذة في العراق ومن ثم اختار استكمال دراسته في بيت العود العربي في القاهرة حتى أصبح مدرساً لآلة القانون به. رامي يعسوب الشريك الأساسي في ألحان الفرقة يتمتع بروح شرقية مصرية تظهر بوضوح أثناء عزفه على آلة العود التي درسها في وطنه الأم لبنان وفي مطلع العام الماضي التحق ببيت العود في مصر ليكون من أبرز عازفيه حالياً. إحساس موسيقي خاص يتسم به مايلز دجاي ينبع من تشبعه بالثقافة الغربية كونه أميركياً درس الموسيقى في جامعة كالفورنيا وعمل مع عدد من فرق الجاز، وأيضاً عشقه للموسيقى الشرقية التي درسها في لبنان ومصر وانضم إلى مجموعة من الفرق الغنائية المصرية آخرها فرقة محمد محسن وقدم معها الكثير من الحفلات.