تستعد القاهرة لاستضافة حوار الفصائل الفلسطينية بعد انتهاء عطلة عيد الفطر المبارك. وأشارت مصادر سياسية في العاصمة المصرية إلى أن القاهرة ستوجه الدعوة رسمياً لمختلف الفصائل للاجتماع في 2 كانون الأول ديسمبر المقبل للبحث في إعلان هدنة جديدة لإتاحة الفرصة للحكومة الفلسطينية برئاسة أحمد قريع أبو علاء للتعاطي مع الوضع السياسي الحالي والخطط المطروحة لاستئناف العملية السلمية. وكان الرئيس المصري حسني مبارك أرسل مبعوثه الخاص الوزير عمر سليمان إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل للعمل على التوصل إلى اتفاق عام على استئناف القاهرة جهودها نحو هدنة جديدة مع ضمانات إسرائيلية بعدم العمل على إفشالها. وأعقب محادثات سليمان سفر وفد مصري خاص التقى عدداً من قادة الفصائل الذين رحبوا بالعودة إلى التفاوض حول هدنة جديدة. وكان الوفد برئاسة اللواء محسن النعمان نائب مدير الاستخبارات المصرية وعضوية اللواء مصطفى البحيري واللواء محمد ابراهيم اجتمع مع قادة الاجهزة الامنية ووزراء فلسطينيين ومع قريع، وتم الاتفاق على أن يتوصل حوار القاهرة الموسع بين الفصائل إلى اتفاق فلسطيني يمكن طرحه على الأطراف الدولية وإسرائيل في مقابل وقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني في صيغة وقف نار متبادل وملزم للجميع. كما تلقت القاهرة تأكيدات إسرائيلية بالعمل على تهدئة الأوضاع قبل وبعد الهدنة المقترحة بخلاف ما جري عقب الهدنة الأولى في حزيران يونيو الماضي والتي لم تصمد بسبب الاعتداءات الإسرائيلية. وكشفت مصادرة سياسية ان الرئيس مبارك تلقي في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء إسرائيل ارييل شارون قبل أيام قليلة هو الأول من نوعه منذ فترة طويلة تلميحات بقرب إعلان خطوات إسرائيلية تساعد في العودة إلى طاولة المفاوضات وبحث تنفيذ "خريطة الطريق"، كذلك الترحيب بالجهود المصرية من أجل التوصل إلى هدنة. وكانت القاهرة تلقت موافقات شفوية من مختلف الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية تؤكد تلبية الدعوة لاستئناف الحوار في العاصمة المصرية عقب عيد الفطر المبارك، بهدف تعزيز الوحدة الفلسطينية والتوصل إلى هدنة تحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني على ضوء الظروف والمستجدات الإقليمية والدولية. وتتوقع القاهرة مشاركة كافة القوى والفصائل الفلسطينية في الوطن والشتات في الحوار المنتظر الذي يتضمن مناقشة جميع قضايا العمل الوطني الفلسطيني وأفق المرحلة المقبلة نضالياً وسياسياً وضم جميع القوى إلى العمل السياسي بهدف المشاركة في اتخاذ القرار. ويتوقع تحديد جدول أعمال محادثات القاهرة في جلسة أولى إجرائية تتم فور اكتمال وصول الوفود إلى العاصمة المصرية. وحول موضوع التوصل الى هدنة جديدة أكد ممثل "حماس" في بيروت أسامة حمدان ل"الحياة" إن الأجواء "إيجابية جدا ولكن لن يتم التوصل إلى هدنة جديدة إلا إذا التزمت إسرائيل وتوقفت عن الاعتداءات على الشعب الفلسطيني". وقال: "إذا أردنا الحديث عن هدنة يجب النظر إلى أسباب انهيار الهدنة السابقة التي توصلنا إليها في حزيران الماضي". وأوضح حمدان أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى ضمانات، معربا عن رفضه تقديم اقتراحات في هذا الشأن. لكنه تساءل عن "مدى استعداد إسرائيل لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإطلاق الأسرى والمعتقلين وسحب الآليات العسكرية الاسرائيلية من المناطق الفلسطينية ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وعن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات". وأعرب عن اعتقاده بأن أي هدنة يمكن أن تُسقطها إسرائيل في لحظة واحدة. وشدد على الحوار الفلسطيني، وقال "إننا نتشبث به كالتزام ثابت، ولدينا نحن الفلسطينيين تفاهم كامل لحماية الوحدة الفلسطينية واتفاق واضح على استمرار المقاومة في حال استمر العدوان الإسرائيلي". وأوضح حمدان وجود برنامجين الآن لدى الفصائل: مقاوم وآخر تفاوضي، وأنها ستحاول خلال محادثات القاهرة الوصول إلى برنامج مشترك.