أعرب مدير الاستخبارات العامة المصرية اللواء عمر سليمان بعد لقائه الرئيس ياسر عرفات في رام الله امس، عن تفاؤله ازاء فرص التوصل الى هدنة بين الفلسطينيين واسرائيل. وقال: "ستكون هناك هدنة ان شاء الله وسيكون هناك حوار". وأعلن مسؤولون فلسطينيون أن وفداً امنياً مصرياً رفيع المستوى سيصل إلى قطاع غزة غداً لاستئناف الحوار مع الفصائل المسلحة الفلسطينية بغية التوصل الى هدنة جديدة. وعقد سليمان ايضا لقاء مع رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع ابو علاء في رام الله في اعقاب المحادثات التي اجراها سليمان مع رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد مئير داغان في القدسالمحتلة. وأشاد عرفات بالجهود المصرية لدفع عملية السلام واعادتها الى ما كانت عليه، وقال للصحافيين في اعقاب اللقاء مع سليمان: "نحن نشكر الرئيس المبارك حسني مبارك على هذا الاهتمام بدفع عملية السلام واعادتها الى ما كانت عليه". ووجه عرفات حديثه الى سليمان قائلاً: "ارجوك اخي الحبيب ان تبلغ شكرنا من اعماق قلوبنا لأخي الرئيس مبارك ولشعب وارض الكنانة ارض مصر العزيزة ولشعبها، الذي يقف دائماً وابداً معنا في كل موقع وكل مواجهة وحضارة وتاريخ وكل مكان"، مضيفاً: "لكم منا كل العرفان بالجميل". قريع: سليمان متفائل من جانبه، اعلن "ابو علاء" ان طاقماً أمنياً مصرياً سيصل غداً الاربعاء الى مناطق السلطة حيث سيدعو مندوبين من الفصائل المختلفة الى القاهرة لاستئناف الحوار في شأن وقف النار. وقال وزير الخارجية نبيل شعث ان اللواء محسن البحيري نائب اللواء سليمان سيرأس الوفد الذي سيصل الى قطاع غزة غداً لاستئناف حوار الهدنة. وأضاف ان سليمان "اطلعنا على نتائج لقائه مع داغان"، مشدداً على ان سليمان "لم يأت بضمانات، لكنه اعرب عن تفاؤله بعد لقائه مع الاسرائيليين". وقال شعث من جانبه ان "الرئيس عرفات اعطى الضوء الاخضر للشقيقة مصر لتولي الملف الفلسطيني بكل ما فيه"، في اشارة الى الجهود التي تبذلها مصر من اجل التوصل الى هدنة جديدة تفتح الطريق امام استئناف عملية السلام على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي المتوقفة منذ اكثر من ثلاث سنوات، خاض خلالها الطرفان مواجهات دموية ادت الى مقتل آلاف وجرح عشرات الآلاف من الطرفين. وكان سليمان اجرى محادثات في رام الله في اعقاب اجراء محادثات في القدسالمحتلة مع مسؤولين اسرائيليين على رأسهم رئيس "موساد". وابدت كل الاطراف تكتماً شديداً في شأن تفاصيل ما جرى في هذه اللقاءات. لكن يعتقد ان سليمان حصل على ضوء اخضر اميركي واسرائيلي للتوصل الى هدنة مع الفلسطينيين. ويتردد ان نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج ناقش احتمالات التوصل الى هدنة مع مسؤولين مصريين خلال زيارته القاهرة الاسبوع الماضي. ويشترط الفلسطينيون هدنة متبادلة مع اسرائيل ووقفاً شاملاً للعدوان من جانبها لوقف العمليات من جانبهم. ووصف مستشار الرئيس عرفات السياسي نبيل ابو ردينة المحادثات مع سليمان بأنها "بناءة وايجابية". وقال: "تحدثنا عن ضرورة الحوار الفلسطيني - الفلسطيني والوحدة الوطنية والهدنة". وأضاف ان "مصر والولايات المتحدة تريان ان الوقت اصبح مناسباً من اجل التحرك للتوصل الى هدنة، خصوصاً بعد تشكيل حكومة ابو علاء". وأشار الى انه تم تداول مجمل الاوضاع اثناء اللقاء.