أشار تقرير تنظيمي صادر عن الحزب الديموقراطي الكردستاني في العراق إلى ان مداخيل مناطق كردستان التي تضم السليمانية ودهوك واربيل وزاخو من السياحة شهدت نمواً ملحوظاً بنسبة 11 في المئة خلال شهور تموز يوليو وآب أغسطس وأيلول سبتمبر الماضية. وقال التقرير إن استتباب الأمن وتوافر الماء والكهرباء دفعا بألوف العراقيين إلى زيارة كردستان العراق للإقامة بعض الوقت وللسياحة. ومع تصاعد عمليات المقاومة في بغداد ومناطق الوسط وبروز بعض أعمال العنف في مناطق الجنوب، بدا الشمال الكردي اكثر أمناً وراحة وجذباً لألوف العراقيين. وقال أحمد عباس، وهو مهندس يعمل في بغداد، ل"الحياة" إنه ذهب وزوجته لقضاء شهر العسل عند شلالات محافظة السليمانية الكردية. وأضاف: "تمنيت البقاء لفترة أطول هناك بسبب عدم انقطاع الكهرباء وتوافر الأمان حيث كنا نتجول ونعود حتى آخر الليل بحرية ومن دون خوف". راست نوري، عضو مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني، قال ل"الحياة" إن "إقامة كيان سياسي فيديرالي في مناطق كردستان هي عامل استقرار سياسي وازدهار اقتصادي للعراق وليس العكس كما يطرح البعض". وكشفت أوساط مطلعة في العاصمة العراقية أن الحزبين الكرديين الكبيرين يخططان لبناء اقتصاد كردي قوي وبلورة نفوذ سياسي عن طريق التجارة والسياحة في عراق موحد فيديرالي، سيما وأن الكيان الفيديرالي الكردي سيحتفظ بموارد السياحة لنفسه. وتوقعت الأوساط نفسها أن يتجه ملايين العراقيين سنوياً للسياحة في كردستان العراق، بدلاً من السفر إلى مناطق أخرى في المنطقة والعالم. وقال أبو مالك، وهو تاجر من بغداد، ل"الحياة": "أغادر بغداد إلى السليمانية ودهوك مرة في الأسبوع الواحد، لأن ذلك ضروري لتجارتي القادمة من إيران وتركيا ومناطق كردستان"، واصفاً المناطق الكردية بأنها "بوابة واسعة لدخول السلع والبضائع إلى مدن الوسط والجنوب". وقالت نغم الحلي، التي غادرت مع عائلتها للسياحة في محافظة دهوك والسليمانية ل"الحياة" انها "لم تشاهد مناظر طبيعية خلابة وشلالات وزرعاً أخضر يعانق أعالي الجبال منذ اكثر من عشرة أعوام". وأضافت: "هذه فرصة لي ولأسرتي الآن لنزور شمال الوطن"، مشيرة إلى أن اكثر الأشياء التي جذبت انتباهها كانت "أن جنود الاحتلال الأميركي يتجولون في الشوارع من دون سلاح".