اعتبر عدد من العلماء والمشايخ في السعودية رجوع الشيخ ناصر الفهد عن فتاواه التكفيرية والتحريضية السابقة بعد اقل من اسبوع من تراجع رفيق دربه الشيخ علي الخضير ضربة جديدة لمن يحاولون الاخلال بالامن والاستقرار في البلاد. وقال المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ "ان تراجع الفهد وقبله الشيخ الخضير عما سلف من تكفير وغيره هو عين الصواب وعودة الى جادة الحق"، داعياً "كل من تأثر بفتاواهم السابقة او تأثر بالفكر التكفيري واستباحة التفجير الى العودة الى حقيقة الاسلام الصحيحة الواضحة وعدم التمادي في طريق الشر والضلال". واكد عضو هيئة كبار العلماء خطيب المسجد الحرام الشيخ محمد السبيل ان تراجع الشيخ الفهد "رجوع الى الحق والصواب وهو الاجدى بدلاً من الاستمرار في غياهب الباطل". وقال: "على الخضير والفهد ان يعملا على الاتصال بمن يعرفان من اصحاب الفكر المتطرف ويصححا لهم خطأهم في فهم الدين ويدلاهم الى المسار الديني الصحيح" خصوصاً بعدما تبينت لهما الحقيقة واتضحت وعسى الله ان ينفع بهما البلاد لما فيه الخير والصلاح للامة الاسلامية". واضاف "ان من يفتون بالقتل والتفجير فئة ضالة تتشبه بالخوارج، ولا بد ان يعلموا ان ما ارتكبوا هو خلاف لما نزل في القرآن الكريم والسنة النبوية ويسيء الى الاسلام"، مشدداً على "وجوب قتل من يتبنى الفكر المنحرف الضال ويحاول ان يشيع في الارض فساداً اذا لم يعدل عن رأيه ويعترف بخطأه". من جهة اخرى اكد رئيس لجنة الشؤون الاسلامية وحقوق الانسان في مجلس الشورى السعودي الدكتور محمد عبد الله عرفة ان "تراجع الفهد وقبله الخضير عن فتاواهم السابقة المحرضة على العنف والتكفير دليل على رجوعهما الى الطريق القويم المستقيم الذي لا اعوجاج به"، مشيراً الى انه "فضيلة ولو جاء متأخراً". ولاحظ انه "ما كان لرجل محسوب على طلبة العلم وله تأثير في الشباب المغرر بهم ان يقوم بما قام به"، موضحاً ان "اللجنة التي انشئت في مجلس الشورى السعودي لدراسة ظاهرة العنف والارهاب ستتمخض عنها امور جيدة وافكار ناضجة يمكن ان تواجه ظاهرة التطرف وتظهر كيفية معالجتها". الى ذلك، نقل احد مساعدي الشيخ عائض القرني الذي اجرى الحوار التلفزيوني مع الشيخين الخضير والفهد عنه قوله ان عدول الاثنين عن فتاواهما السابقة لقي صدى كبيراً واسعاً بين العلماء والمشايخ وطلبة العلم وشرائح المجتمع المختلفة، مشيراً الى انه وجد الشيخين هادئين ومقتنعين بما يقولان من دون تعرضهما لاي ضغوط. وقال القرني ان الخضير ابلغه انه "لم يكن يعلم بان الامور ستصل الى هذا الحد". واشار القرني الى ستة متطرفين آخرين عادوا الى طريق الحق واعترفوا بخطئهم واعلنوا توبتهم. ودعا كل مسلم الى ان "يبرأ ممن ينحون منحى الخوارج ويستحلون ما حرم الله من اعتداء على دماء المسلمين واموالهم"، من جهته، اعتبر الشيخ عبد المحسن العواجي ان "العنف في السعودية بات يلفظ انفاسه الاخيرة" مع تراجع الشيخ ناصر الفهد. ووصف في تصريح الى "الحياة" الموقف الجديد بانه "اهم من تراجع اي شخص كان في هذا التيار نظرا الى دوره العلمي في تقفيل جميع الفتاوى السابقة منه ومن غيره"، مشيرا الى ان الفهد "اغزر علما واكثر حضورا لدى الشباب بحكم ذكائه وصغر سنه". واضاف العواجي ان "التيار المتشدد يفقد بتراجع الشيخين الخضير والفهد مرجعيته التي كان يتكىء عليها لتبرير العنف"، لكنه دعا في المقابل الى ملء ما وصفه ب "الفراغ الحالي في المرجعية العلمية بعلماء يجمعون بين الوعي السياسي والخلفية الشرعية حتى لا يكون الشباب امام فراغ قد يتدخل طرف ثالث لملئه". ودعا ايضا الى الرفق بالشيخين الفهد والخضير معتبرا ان "رجوعهما الى الحق خير من سجن الالاف بسبب فتاواهما السابقة".