ذكرت مصادر قضائية ان محكمة الاستئناف في الرباط قررت ملاحقة خمسة متهمين يحملون جنسيات مغربية وعربية وأجنبية، غيابياً. وقالت ان الخمسة هم مصطفى باعوش وكريم أوطاع والبريطاني من أصل مغربي محمد الكربوز، إضافة الى عبدالرحمن فقيه وعبدالله صابر اللذين لم تُحدد جنسيتهما. ويلاحق هؤلاء بتهم ارتكاب، والتخيطط لارتكاب، أعمال إرهابية، وتدبير أموال لاستخدامها في أعمال إرهابية، وتزوير جوازات سفر. وقالت مصادر مطلعة ان توجيه التهم يعني ان السلطات المغربية ستقدم طلبات الى العواصم التي يوجد فيها المتهمون لتسليمهم. وتُعتبر هذه المرة الأولى منذ هجمات الدار البيضاء في أيار مايو الماضي التي تلجأ فيها المحكمة الى خيار "المحاكمة الغيابية"، وقد يكون لذلك علاقة بالإشكالات القانونية التي حالت دون تسليم متهمين فارين من اسبانيا الى المغرب. لكن عُلم أول من أمس ان متهمين اعتقلتهم السلطات الايطالية قبل فترة رُحّلوا الى المغرب للتحقيق معهم في اتهامات وُجّهت اليهم وتتعلق بالضلوع في هجمات الدار البيضاء. وبين الذين اعتقلهم الايطاليون محمد رويان وعزيز داوود ومحمد رفيق، لكن لم يُعرف إذا كان هؤلاء رحلوا وحدهم أو مع غيرهم. ومعلوم ان المغرب لم يتسلم في السابق من ايطاليا مغاربة قيل ان ايران رحّلتهم ن أراضيها للإشتباه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة" أو حركة "طالبان". ويعتقد بعض المصادر بأن ذلك عائد الى شكوك في صحة جوازات السفر المغربية التي كان هؤلاء يحملونها والى إمكان ان تكون مزوّرة. الى ذلك، دانت محكمة الاستئناف في الرباط معتقلين بتهمة التورط في قتل رجل الأعمال اليهودي البير ربيبو في 11 أيلول سبتمبر الماضي. وبين المدانين رجال أمن سابقون يدانون للمرة الأولى. وأصدرت المحكمة ليل الجمعة أحكاماً بالسجن على المتهم خالد أديب رجل أمن سابق فترة 15 سنة، وعلى حميد الراضي رجل أمن سابق فترة 15 سنة، وخالد سفيان وسعيد الريحادي فترة 15 سنة، ورشيد بلخديم 10 سنوات. كذلك حكمت بالسجن خمس سنوات على كمال غلمان وصالح بودقة. وبرّأت رجل أمن هو فلوج عمر. وتعود وقائع القضية المنسوبة الى المتهمين الى 11 أيلول الماضي عندما تعرّض رجل أعمال يهودي الى القتل بإطلاق الرصاص عليه من مكان قريب أمام باب محله التجاري عندما كان يهم بإغلاقه. واعتبرت التحقيقات الأولية ان ذلك يدل على "عمل محترفين"، ما دفع الى فتح سجلات رجال أمن حاليين وسابقين. وطالب المدعي العام بانزال أقصى العقوبة على المتورطين، مؤكداً انهم كانوا ينوون شن هجمات على معابد ومحلات يهودية، ورصد شخصيات سياسية وأمنية وقضائية، في إشارة الى ما تردد عن خطة لاغتيال رئيس الوزراء ادريس جطو ومسؤولين بارزين وقضاة رأسوا جلسات محاكمة أفراد تيار"السلفية الجهادية". وقال محامو المتهمين خلال الجلسات ان الاعترافات انتُزعت منهم تحت التعذيب. وطالبوا بتبرئة موكليهم. كما نفى المتهمون في إفاداتهم الأخيرة أي علاقة لهم بمقتل اليهودي أو الانتساب الى تنظيمات محظورة. وكان لافتاً ان المخاوف زادت في أوساط الطائفة اليهودية إثر تعرضها لهجمات، خصوصاً ان المتورطين في هجمات الدار البيضاء هاجموا مقبرة ونادياً يهوديين. كذلك قُتل يهودي آخر في مدينة مكناس، شمال الرباط، قبل بضعة أسابيع. لكن التحريات أظهرت ان الدافع الى الجريمة كان السرقة. ويبلغ تعداد اليهود في المغرب حالياً بضعة آلاف بعدما كان يزيد على مئات الالاف في السنوات الأولى للاستقلال. ونددت الطائفة اليهودية في المغرب التي يرأسها وزير السياحة السابق سيرج بيرديغو بأعمال العنف والإرهاب ودعت الى اعتماد منهجية التسامح. على صعيد آخر، دانت محكمة الاستئناف في الرباط متهمين في "خلية اكادير" شكّلوا "عصابة اجرامية" قدّمت العون لأحد المطلوبين الى العدالة وجمع أموال لاستخدامها في أعمال إرهابية وممارسة نشاط في تنظيم محظور. وتراوحت الأحكام بين 20 سنة ل15 متهماً و15 سنة لمتهمين و10 سنوات لخمسة متهمين. ونال آخرون عقوبات تراوحت بين ست سنوات وسنتين. ونال ثلاثة البراءة. وكان التحقيق في الخلية بدأ إثر إفادات قدّمها معتقلون عن نشاط إرهابي في أكادير باعتبارها مدينة سياحية يقصدها الأجانب واليهود. ونظرت محاكم مغربية منذ هجمات الدار البيضاء في أكثر من 300 ملف لمتهمين في قضايا إرهاب تجاوز عددهم 1500. ولا تزال المحاكم تنظر في قضايا أخرى لم تصدر فيها الأحكام بعد.