يقدر حجم انفاق الاسر في السعودية من المواطنين والمقيمين على مستلزمات الاطفال والاسرة في عيد الفطر المبارك بنحو خمسة بلايين ريال 1.3 بليون دولار تشمل الملابس الجاهزة والاقمشة والاحذية والملحقات والمستحضرات الخفيفة مثل العطور وادوات التجميل وغيرها. قال مدير المشتريات في "شركة اسواق الجزيرة المحدودة" السعودية زهير الجزائري ل"الحياة" ان اقتراب عيد الفطر المبارك ودخول فصل الشتاء في السعودية اوجدا قوة شرائية كبيرة في الاسر المختلفة في السعودية، للانفاق على مختلف الملابس الجاهزة والاحذية والاقمشة وغيرها من متطلبات العيد على رغم التردد الذي اصاب الناس في منتصف شهر رمضان بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وأضاف ان شهر رمضان ينقسم الى فترتين للتسوق، اذ يشهد النصف الاول من الشهر اقبالاً كبيراً على المواد الغذائية والحلويات بأنواعها، بينما يتم التركيز في النصف الثاني على الملابس والاحذية والعطور والملحقات ويستمر الطلب عليها حتى اليوم الرابع من العيد حيث يتم التركيز على ملابس الاطفال والتي تشهد اقبالاً كبيراً من مختلف الاسر في السعودية. وزاد ان "اسواق الجزيرة" تسوق عدداً من الصناعات المختلفة للملابس، تشمل صناعات محلية وشرق آسيوية وشامية واوروبية، لافتاً الى انها تشهد اقبالاً كبيراً نظراً الى مناسبة الاسعار مع دخل الفرد ومتطلباته الحياتية. وذكر انه ليس لدى الشركة توجه لفتح مصنع للملابس او الاحذية حالياً ولكن هناك توجهاً لزيادة اعداد الفروع التابعة للشركة، اذ تمتلك حالياً ثلاثة فروع في مدينة الرياض وتسعى في المستقبل الى ايجاد فروع اخرى يتم من خلالها عرض منتجات الجزيرة للملابس وغيرها من المواد الاستهلاكية. وقال صاحب محلات لبيع الملابس الجاهزة عبدالله القحطاني ل"الحياة" ان تزامن موسم العيد مع فصل الشتاء سيساهم بشكل كبير في ارتفاع حجم مبيعات الملابس في السعودية، لافتاً الى انه يقدر ان المبيعات سترتفع بنسبة 80 في المئة على طاقة كل محل. وأضاف انه يتوقع ان يقضي العديد من سكان مدينة الرياض اجازة العيد في الرياض هذه السنة، يشجعهم على ذلك الجو المناسب والمعتدل، إضافة الى الأعداد الكبيرة من الاسر السعودية التي جاءت من مختلف المدن الصغيرة الى الرياض لزيارة اقاربها وقضاء ايام العيد معهم، ما سيساهم بشكل كبير في ارتفاع حجم المبيعات للملابس والاحذية والعطور وغيرها والذي يتوقع ان يتجاوز خمسة بلايين ريال خلال هذه الفترة. واكد على ان وجود اقبال كبير على الملابس والمتطلبات الاخرى جعل المستثمرين السعوديين يتجهون الى إنشاء مصانع متخصصة لإنتاج الملابس الجاهزة، سواء للرجال او للنساء او الاطفال، إضافة الى مختلف الملابس المستوردة من الخارج وخصوصاً من شرق آسيا وبلاد الشام. وكشف ان هناك منافسة قوية بين تجار الملابس في السعودية خصوصاً في موسم العيد الذي يعتبر فرصة كبيرة لعرض مختلف الازياء والطرازات التي تشهد اقبالاً كبيراً من المتسوقين في مختلف الاسواق والمجمعات التجارية السعودية. ويأتي النشاط الكبير في اسواق مبيعات الملابس والاحذية في السعودية خلال رمضان وموسم العيد تأكيداً للتقديرات التي اصدرها البحث الذي اجرته مصلحة الاحصاءات العامة السعودية لعدد من الاطفال السعوديين الذين تقل اعمارهم عن 14 عاماً، إضافة الى بعض التقديرات التي تؤكد ان إنفاق الاسرة الواحدة على مستلزمات العيد للطفل الواحد تراوح بين 350 والف ريال. وتتسابق العائلات في هذه المناسبة على شراء افضل ما في الاسواق من ازياء واكثرها تماشياً مع خطوط الموضة العصرية، ويساعدها في ذلك دخول معظم الاسماء العالمية عن طريق الامتياز التجاري الفرنشايز الى السوق المحلية. ويبلغ متوسط سعر القطعة الواحدة من ملابس الصغار ذات العلامات التجارية الجديدة نحو 300 ريال، ويصل السعر الى اكثر من الفي ريال للعلامات الفاخرة جداً، ولا يزيد على 112.5 ريال 30 دولاراً للقطعة الواحدة بالنسبة الى الملابس الشعبية التي تبدأ اسعارها عند نحو 11.25 ريال ثلاثة دولارات. وعلى رغم ارتباط اقتناء بدلة العيد لدى الاطفال بالتقليد الاجتماعي المغروس فيهم، الا ان الامر اضحى اليوم عبئاً اقتصادياً على اعداد كبيرة من الاسر نتيجة تراجع مستويات الدخل وثبات رواتب موظفي الحكومة على مستوياتها لاكثر من عقدين من الزمن وتزايد قنوات انفاق هذا الدخل مع دخول متطلبات حديثة على قائمة الانفاق مثل الكومبيوتر والهاتف النقال والقنوات الفضائية ووسائل الترفيه المختلفة. وتهتم المتاجر والمراكز التجارية في السعودية بالطفل بدرجة كبيرة في هذا الوقت من السنة، اذ تعرف مدى اهمية مناسبة العيد له ولذويه وبالتالي تعرض اكبر قدر ممكن من الملابس التي تناسب جميع الاذواق، إضافة الى دخول فصل الشتاء الذي يحتاج الى انواع اخرى من الملابس والطرازات. وتزدهر كل مشاغل الخياطة النسائية ومحلات تفصيل الاثواب السعودية خلال الفترة من شهر رمضان وحتى عقب عيد الفطر المبارك وترتفع الاجور بنحو ضعفي الاسعار الاصلية المتداولة طوال السنة. ويبدأ سعر تفصيل القطعة الواحدة من الازياء النسائية وخياطتها من 1875 ريالاً 500 دولار للازياء الفاخرة ولا تنتهي عند حد معين، فيما تراوح القطع الجاهزة بين 375 و3750 ريالاً مئة والف دولار تبعاً للعلامة التجارية وبلد الصنع. كما تسجل اسعار الاقمشة ارتفاعاً ملحوظاً، اذ يراوح سعر المتر الواحد من الاقمشة الفاخرة بين 500 ريال وثلاثة الاف ريال. وتبدأ اسعار الثياب الرجالية من 150 ريالاً، فيما تقل كثيراً للاقمشة المتوسطة والعادية التي تبدأ اسعارها من 75 ريالاً 20 دولاراً للمتر. وكان لفصل الشتاء دور كبير في رفع اسعار الملابس، ما جعل البعض يتجه الى شراء ملابس الشتاء والعيد سوياً لتخفيف العبء الاقتصادي الذي يبدو واضحاً وجلياً في الاسر الكبيرة ذات الدخل المنخفض، اذ يقدر متوسط عدد افراد الاسرة في السعودية بين خمسة وسبعة اشخاص لكل اسرة وفقاً للاحصاءات الرسمية.