اتهم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الإدارة الأميركية في العراق بممارسة ضغوط على خطباء الجمعة لمنعهم من انتقاد الاحتلال. ووصف الولاياتالمتحدة ب"الشيطان الأكبر"، أما "الشيطان الأصغر" فهو النظام العراقي السابق، ما يذكر بالشعار الإيراني المشهور. وحذر شيخ عشائر شمر، غازي الياور، من احتجاجات عارمة على الغموض المحيط باجراءات انتخاب أعضاء المجلس الانتقالي الجديد، وطالب ب"إزالة الاحتلال بالفعل وليس بالاسم". وشنت المقاومة العراقية هجوماً بالصواريخ على فندقي فلسطين وشيراتون اللذين يؤمهما رجال أعمال أميركيون وصحافيون، وقتل جندي أميركي في هجوم في الرمادي. في غضون ذلك، أحاط السفيران الأميركي والبريطاني لدى مجلس الأمن علماً ب"التقدم" الحاصل في العراق. وقال السفير الأميركي إن البحث عن أسلحة الدمار الشامل "عملية ضخمة تحتاج إلى وقت طويل". وفي واشنطن، أعلن مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز ان الولاياتالمتحدة ستحول "سلطة التحالف الموقتة إلى سفارة أميركية كبيرة، بعد تشكيل حكومة عراقية انتقالية". وأعرب عن القلق من "الأداء السوري في بعض الجوانب المتعلقة بدور دمشق الاقليمي". في الكوفة، اتهم مقتدى الصدر خلال خطبة الجمعة الولاياتالمتحدة بالضغط على أئمة المساجد وتهديدهم إذا انتقدوا "التحالف"، واصفاً أميركا ب"الشيطان الأكبر". وقال الصدر أمام آلاف المصلين في مسجد الكوفة إن "القرار الأخير الذي أصدرته أميركا إلى أئمة الجمعة ينص على منع التصريح بأي شيء يخالف سياستها، معتبرة أن كل إمام جمعة في العراق يصرح ضد قوات الاحتلال محرضاً على الإرهاب"، وتساءل: "متى كانت الحروب والاحتلال سلاماً، ومتى كان التدخل في البلدان سلاماً؟". وأضاف: "على العموم ان كل من يصر على رأيه تريد أميركا اعتقاله. وهذا ما كان يعمله النظام السابق في العراق، فقد ذهب الشيطان الأصغر وأتى الشيطان الأكبر". في بغداد، حذر عضو مجلس الحكم الانتقالي واللجنة الأمنية التابعة له غازي الياور من موجة احتجاجات قد يؤدي اليها الغموض المحيط باجراءات انتخاب اعضاء المجلس الانتقالي الجديد. ونبه الى ان المرحلة المقبلة تستدعي التحقق من ان إزالة الاحتلال "ستتم بالفعل وليس بالإسم فقط". وكشف في تصريح الى "الحياة" ان مجلس الحكم يناقش حالياً آلية لانتخاب اعضاء المجلس الانتقالي الجديد، وانه تم التوصل بالفعل الى اتفاق على اختيار هؤلاء الاعضاء. وقال: "المبدأ الذي تم اقراره ينص على اختيار الاعضاء على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى تشمل انتخاب مرشح لكل خمسة آلاف مواطن، ثم تتم تصفية المرشحين في المرحلة الثانية الى 20 في المئة من العدد الاجمالي، ثم يتم خفض العدد في المرحلة الثالثة الى الربع". واعتبر ان أهم عائق تم تخطيه أخيراً كان تبني دستور موقت للعراق أدرج تحت اسم آخر لتجاوز الحساسيات وهو "قانون الادارة الانتقالية" الذي سيقر قبل آخر شباط فبراير المقبل وسيبقى سارياً حتى نهاية 2005 على أبعد تقدير. في نيويورك، قدم السفيران الأميركي جون نغروبونتي والبريطاني أمير جونز بيري إحاطة إلى مجلس الأمن حول سير الأمور في العراق، بصفتهما ممثلي سلطة الاحتلال في العراق. وعرض نغروبونتي الانجازات في مجال انشاء قوة شرطة وجيش وفي مجال العملية السياسية. وشرح الخطة والجداول الزمنية التي اتفقت سلطة الاحتلال عليها مع مجلس الحكم الانتقالي. وقال: "إن الشعب العراقي يحرز الانجازات يومياً". وزاد: "اننا في حال هجوم في العراق، ففيما يقوم تجار الشر بقتل الأبرياء، يتأقلم الائتلاف والقوات العراقية لالحاق الهزيمة بالعدو، وسينتصرون". في واشنطن، قال مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز امس، ان بلاده تعمل وفق "جدول زمني واضح" في اتجاه اقامة عراق مستقر ومزدهر من خلال "نقل السلطة الى العراقيين وخلق اطار تستطيع اميركا ودول اخرى من خلاله مساعدة العراقيين على تحقيق اهدافهم الوطنية". وأضاف في لقاء صحافي حضرته "الحياة" ان واشنطن تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه تطبيق برنامج واضح لنقل السلطة الى العراقيين من خلال العمل مع مجلس الحكم الانتقالي. وزاد ان سلطة التحالف الموقتة "ستتحول الى سفارة اميركية كبيرة" بعد تشكيل حكومة عراقية انتقالية ذات سيادة، مشدداً على ان "ذلك لن يغير تصميم اميركا على مساعدة العراق على تحقيق الاستقرار والازدهار، وليس استراتيجية للرحيل كما يعتقد بعضهم". وأشار الى ان دور العراق الاقليمي والدولي "سيكون مهماً في المرحلة المقبلة". وأعلن انه سيقوم بجولة في الشرق الاوسط خلال الاسابيع المقبلة ليبحث في سبل مساعدة العراقيين على تحقيق اهدافهم الوطنية. وأكد أن الادارة الاميركية لا تزال قلقة إزاء بعض عناصر الاداء السوري في ما يخص دور دمشق الاقليمي. وقال إن واشنطن شهدت بعض التقدم على صعيد تعاون سوري لتشديد الرقابة على الحدود مع العراق وبحث مسألة الارصدة العراقية الموجودة في مصارف سورية.