تميّزت تظاهرات "يوم القدس" في ايران امس، بحرص واضح من المسؤولين الايرانيين على إظهار انسجامهم وتوحدهم خلف القضية الفلسطينية، كما تميّزت بمشاركة كثيفة لقوات المتطوعين "الباسيج" الذين أحرقوا الاعلام الأميركية والاسرائىلية مع تأكيد التزامهم قرارات مرشد الجمهورية علي خامنئي. وكان الرئيس محمد خاتمي في مقدم المشاركين في تظاهرات يوم القدس، التي تقام سنوياً في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، دعماً للانتفاضة والقدسوفلسطين. وشهدت التظاهرات الضخمة التي أقيمت في طهران وبقية المدن الايرانية الكبرى، حضوراً واسعاً من جيل الشباب، وشعارات تنديد بالادارة الأميركية بصفتها الداعمة والحامية لاسرائيل، كما أعلن المشاركون تأييدهم لاستمرار الانتفاضة والمقاومة في فلسطين. وركّز رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني على ضرورة بقاء القضية الفلسطينية في أولويات اهتمام الساحة الايرانية، داعياً الى الابتعاد عن الخلافات، والالتفات الى قضايا العالم الاسلامي ودعم الشعب الفلسطيني. واعتبر رفسنجاني ان قوات المتطوعين "الباسيج" هي قوة ردع شعبية، تهدف الى منع اعداء ايران من الاقدام على اي اعتداء ضدها. كما حمل على سياسة الادارة الأميركية التي وصفها بأنها سياسة مخادعة. وقال: "أصبح معلوماً ان كل دولة تناصب اسرائيل العداء فإنها تُصنّف ضمن دائرة محور الشر". وحمل المتظاهرون الايرانيون دمى تُظهر الادارة الأميركية على شاكلة رجل شرير، وذلك رداً على التصنيف الأميركي لايران بأنها ضمن الدول التي يصفها الرئيس جورج بوش بأنها "محور الشر". وشارك ممثلون عن الطائفة اليهودية الايرانية في التظاهرات وعلى رأسهم نائبهم في البرلمان النائب موريس معتمد، وحملوا يافطات تؤكد على ان "القدس هي مدينة السلام". وحرص الاصلاحيون والمحافظون المشاركون في التظاهرة على إظهار توحدهم خلف القضية الفلسطينية والتخفيف من حدة التجاذبات التي طغت بقوة على السطح السياسي الايراني. وقال ل"الحياة" أسدالله بادمجيان عضو الشورى المركزية لجمعية المؤتلف المحافظة، ان ما تشهده ايران هو اختلاف في الرؤى والأساليب، وهذه هي خصائص المجتمع الحيوي الذي يعيش الحرية، فيما دعا النائب الاصلاحي مجيد أنصاري في تصريح ل"الحياة" الى "إزالة العوائق التي تقف بوجه تحقيق الوحدة الوطنية، بعد تحديدها بدقة". وتعتبر القضية الفلسطينية والضغوطات الأميركية احد العوامل المهمة في تخفيف حدة التجاذبات في ايران، على رغم الاختلاف في كيفية التعاطي مع الضغط الأميركي الهادف الى إبعاد ايران عن التدخل المؤثر في الشرق الأوسط.