قال البطريرك الماروني نصرالله صفير: "ان هناك اعتقاداً راسخاً في لبنان ان اتفاق الطائف لم يطبق الا انتقائياً وتجب اعادة النظر فيه خصوصاً عندما يكون هناك اختلاف على طريقة تطبيقه كما ان اهل الحكم لا يبدو انهم متفقون على تفهمه على وجهه الصحيح، وهذا على الاقل ما يوحي به التصرف القائم حتى اليوم". وكان صفير يتحدث خلال محاضرة ألقاها في جامعة اوكسفورد في بريطانيا بعنوان "الموارنة في لبنان والعالم". وعرض صفير نشأة الموارنة "الذين اخذوا اسمهم من القديس مارون الذي عاش في القرشية شمال حلب في سورية"، ونشأة الكنيسة المارونية وانتشار الموارنة في لبنان على مر العصور. وتطرق الى دور الموارنة والمسيحيين في صنع لبنان الحديث، والمآسي التي خلفتها الحرب على المسيحيين والمسلمين "والتي لم تكن حرباً اهلية ولا طائفية وهذه الويلات لا يزال يعاني منها اللبنانيون بعد مرور 27 سنة، فالمهجرون لم يعودوا بشكل كامل الى قراهم ومقومات العيش مفقودة وقلة فرص العمل وهجرة غالبية الشباب من جميع الطوائف الى الخارج للعمل". ولفت الى "ان لبنان ينعم اليوم بقدر من الاستقرار والامن لا يتوافران لسواه من بلدان المنطقة". وقال: "ان تكوين لبنان يناقض النظرية القائلة بصدام الاديان والحضارات حيث ان الناس يعيشون في لبنان على اختلاف انتماءاتهم الدينية على قدم المساواة ولهذا قال البابا يوحنا بولس الثاني في لبنان انه اكثر من بلد، انه رسالة حرية ومثل على التعددية للشرق والغرب". والتقى صفير في اليوم الثالث لزيارته الى بريطانيا المحطة الاخيرة في جولته الاوروبية، رئىس اساقفة وستمينستر كاردينال الكنيسة الكاثوليكية في انكلترا كورماك مورفي اوكونور وعرض معه الاوضاع في لبنان ووضع المسيحيين. وأعرب الطرفان عن قلقهما من "هجرة المسيحيين المتزايدة في مناطق الشرق الاوسط"، وأكدا اهمية دور المسيحيين فيها. وأعلن اوكونور نيته القيام بجولة شرق اوسطية تشمل فلسطينالمحتلةولبنان في وقت قريب.