لم تظهر على أمينة السر التنفيذية لرئىس مجلس ادارة "بنك المدينة" رنا قليلات التي سيقت امس، مكبلة من سجن النساء الى قصر العدل في بيروت اي معالم تدل الى الشقاء الذي تعانيه الموقوفات او السجينات عادة. اذ بدت في كامل اناقتها وتبرجها، بل انها ولدى خروجها من مكتب قاضي التحقيق الاول القاضي حاتم ماضي، بادرت الصحافيين بالقول: "صوروني"! ولم تكن قليلات الوحيدة المرتاحة الى وضعها على رغم تزايد الشكاوى والدعاوى المرفوعة بحقها في ملف "بنك المدينة". فحينما خرج المدير العام للمصرف ابراهيم ابو عياش من مكتب ماضي مكبلاً ايضاً بعد استجوابه خاطبنا بقوله: "صحافيون أليس كذلك؟ هذا انا ابراهيم ابو عياش بالجينز". وراح يوزع ابتساماته ملوحاً باليدين المقيدتين الى بعضهما بعضاً ليساق مجدداً الى النظارة في انتظار استجواب آخر. والمشهدان يزيدان الصورة غموضاً وإثارة لما يجرى في هذا الملف، فما ترشح منه التحقيقات والتوقيفات المتأخرة والتسريبات وتصريحات وكلاء الدفاع تظهر قليلات امرأة لا تخشى شيئاً. ومع ذلك فإن ما رددته احدى وسائل الاعلام المتلفزة بأنها تمضي لياليها في منزلها استدعى قيام المولجين بالأمن بفتح تحقيق بهذه المعلومات، خصوصاً ان احد العناصر المكلفين بسوقها الى السجن تعرض لتدابير مسلكية تمثلت بحبسه لمدة ثمانية ايام لأسباب غير واضحة، وذكر ان هذا العنصر كان يحاول ادخال طعام ودواء لقليلات ليلاً، فيما تردد ان السبب ادخاله هاتفاً خلوياً الى الزنزانة التي هي فيها، كما تردد انه أمَّن لها منامة في احد المكاتب وليس في الزنزانة. وأظهر التحقيق كما نشرت نتائجه بأن ما تردد غير صحيح، من دون ان يحدد سبب سجن الدركي. وكانت قليلات مثلت امس امام القاضي ماضي معتمرة قبعة على رأسها فطلب منها نزعها لبدء استجوابها في دعوى ابراهيم ابو عياش ضدها في جرم اعطاء شيكات من دون رصيد بقيمة ثلاثة ملايين دولار ودعوى صالح عاصي بجرم اعطاء شيك من دون رصيد بقيمة عشرة ملايين دولار ودعوى عزت قدورة بجرم اعطاء شيك بلا رصيد بقيمة سبعة ملايين دولار، وطلبت استمهالها لتقديم دفوع شكلية. وكان القاضي ماضي استدعى قليلات كمدعى عليها في الدعويين الاخيرتين وهما مرفوعتان ضد ابراهيم وعدنان ابو عياش. وذكرت مصادر قضائية ان ماضي امهل قليلات خمسة ايام لتقديم دفوعها تحت طائلة متابعة التحقيق وأجّل الدعاوى الثلاث الى 24 الشهر الجاري. وفي المقابل، اصدر ماضي مذكرة توقيف وجاهاً في حق ابراهيم ابو عياش بعد استجوابه في دعوى خليل فاخوري ضده بجرم اعطاء شيك بلا رصيد بقيمة 100 ألف دولار، فارتفع عدد المذكرات بحق ابو عياش الى خمس. وقام الاخير بتقديم شكوى جديدة ضد قليلات بجرم اعطاء شيك بلا رصيد بقيمة ستة ملايين دولار. وعين ماضي 20 الشهر الجاري موعداً لجلسة استدعى اليها قليلات. وذكر ان ابراهيم ابو عياش سيبقى نزيل نظارة قصر العدل ولن يحوّل الى سجن رومية بسبب "الحاجة اليومية لاستجوابه في العدلية". ومع تقديم ابو عياش دعواه الجديدة ضد قليلات ارتفعت الدعاوى ضدها الى 18 دعوى: دعوى النقد والتسليف تزويز سويفتات ودعوى عدنان ابو عياش تزوير سويفتات ودعوى ابراهيم ابو عياش جرم اساءة امانة ودعوى اخرى باسمه جرم التهديد ودعوى وكيله عبدالله الرافعي ضدها جرم التهديد ودعوى محمد صبرا احتيال - حق عام ودعوى زياد حمد شيكات بلا رصيد - حق عام ودعوى عزت قدورة شيك بلا رصيد ودعوى اخرى باسمه تزوير ودعوى صالح عاصي احتيال ودعوى رولا سويد احتيال - اوقفت قليلات بهذه الدعوى ودعوى ابراهيم برجاوي احتيال ودعوى اسماعيل بزي احتيال ودعوى عماد الحريري احتيال ودعوى يوسف القطار تزوير واختلاس ودعوى دوللي دبس احتيال ودعوى احمد فاخوري شيك بلا رصيد. ولا تقلل مصادر قضائية من احتمال حصول تسويات بين مدعين والمدعى عليها. لكن هذه المصادر لفتت الى ان قليلات سبق ان تعهدت بتسديد مبلغ ثلاثة ملايين دولار لرولا سويد في حضور شهود لكنها لم تنفذ تعهدها وبالتالي أوقفت.