شهدت فضيحة "بنك المدينة" اللبناني أمس تطوراً مهماً، اذ أوقف القضاء رنا قليلات أمينة السر التنفيذية السابقة لرئيس مجلس إدارة المصرف عدنان أبو عياش للتحقيق معها في جرم احتيال، مما اعتبره المراقبون مؤشراً إلى إمكان الذهاب بهذا الملف الى نهايته وكشف أسراره بعدما كانت الملاحقة طاولت مالكي المصرف الرئيسيين آل أبو عياش فقط. راجع ص8 من هي هذه المرأة التي ارتبط اسمها بملف "بنك المدينة" والمصرف الشقيق له "بنك الاعتماد المتحد"، وبالفضيحة المالية الكبرى التي تناولتهما لجهة التصرف بأموال المودعين وصولاً الى انكشاف عجزهما عن تغطية الودائع؟ رنا عبدالرحيم قليلات، شقيقة طه وباسل قليلات، والأول برز فجأة منتصف التسعينات كرجل أعمال أخذ يؤسس الشركات ويشتري العقارات. وهي من مواليد بيروت العام 1967، من عائلة متواضعة، كانت تسكن مع عائلتها في شقة عادية قرب الحمام العسكري في منطقة رأس بيروت. بعد اتمامها دراستها الثانوية، تابعت دروسها الجامعية في مجال إدارة الأعمال. العام 1989 عينت سكرتيرة في "بنك المدينة"، ثم ما لبثت ان اصبحت سكرتيرة رئيس مجلس ادارته عدنان أبو عياش. وبات الجميع يناديها "أمينة سر" رئيس مجلس الادارة، ثم "أمينة عامة تنفيذية" في الادارة العامة. ومن موقعها هذا استطاعت ان تطلع على معظم اقسام المصرف، فاكتسبت خبرة سريعة في المعاملات المصرفية. ومع شح المعلومات عن تدرجها وأسبابه، استمرت في ادارة مكتب أبو عياش، الى ان حصلت منه على حق التوقيع "فئة أ" العام 1996 على معاملات المصرف. ثم عينها مستشارة مالية لرئيس مجلس الادارة، فأصبحت تدير أعمال المصرف، هي وشقيق عدنان، الموجود معظم الأوقات في عمله في السعودية، ابراهيم الموقوف للمرة الثانية في هذا الملف، منذ الأربعاء الماضي. وفي شباط فبراير الماضي وإثر الأزمة التي حلت ب"بنك المدينة" ونتيجة التدابير والقرارات المتخذة من الهيئة المصرفية العليا لدى مصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة، جردت رنا قليلات من كل الصلاحيات والمسؤوليات التي كانت موكلة اليها. لكن رنا قليلات، التي بقيت من دون زواج، كانت تتمتع بشخصية قوية وصلبة. وكانت خلال ممارستها مهماتها تعمل بين 10 و12 ساعة يومياً. ووقعت خلال تلك السنوات على اعطاء تسهيلات لشقيقيها طه وباسل لتأسيس شركات وشراء عقارات وفنادق، وعلى فتح حسابات مدينة من دون تغطية للعديد من الاشخاص... وكانت تلجأ الى التسويات لشيكات من دون رصيد بالتنسيق مع ابراهيم أبو عياش المدير العام السابق للمصرف الى ان نضبت السيولة. اشتهرت كسائر رموز ملف "بنك المدينة" بالبذخ الذي تكثر الروايات عنه. كما ارتبط اسمها بشركات ومحلات تجارية ومطاعم، وبعضها وضع مصرف لبنان يده عليه مقابل تأمين اموال مودعي "بنك المدينة".