ربط زعيم "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" الجزائرية المحظورة عباسي مدني وقف أعمال العنف في الجزائر بإطلاق جميع السجناء وكشف مصير المفقودين ورفع حال الطوارئ. لكنه لم يقل هل لديه سلطة معنوية على عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة لوقف عملياتهم. واعترف زعيم "الإنقاذ" خلال استضافته في برنامج "بلا حدود" الذي بثته قناة "الجزيرة" مساء الأربعاء، أن المبادرة التي تحدث عنها منذ مغادرته الجزائر نهاية آب اغسطس الماضي "ما تزال مشروعاً" و"غير مبلورة". وأشار إلى أنه وزع أرضية المبادرة على الحكومة والجيش والعديد من الأطراف، لكنها "لا تزال موضوع نقاش". وكشف تلقيه رداً إيجابياً عليها من أوساط في السلطة "لكنه يبقى رداً شفوياً ونحن ننتظر رداً كتابياً". وتكتم عن الجهات التي تسلمت المبادرة وعن حتى الذين يقفون وراءها قائلاً: "إنها ليست مبادرة عباسي مدني ولكن هي مبادرة الشعب الجزائري ككل". ونفى مدني ما تردد عن "صفقة سرية" بينه وبين الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أدت الى منحه جواز سفر شرط تأييد الرئيس في الانتخابات المقبلة. لكنه قال إنه لا يرفض أي دعوة الى المصالحة والالتقاء مع رئيس البلاد. واتهم الحكومة بأنها "فعلت ما لم يفعله الاحتلال في مئة عام" ووصفها بأنها "امتداد لدولة الاستعمار". الى ذلك ا ف ب، ذكرت صحيفة "الخبر" امس ان ثلاثة عسكريين وثلاثة اسلاميين مسلحين قتلوا الاربعاء في اشتباك في واد جمعة في منطقة عين الدفلى 160 كلم غرب العاصمة. وكتبت ان اربعة من العسكريين الذين يقومون بعملية تمشيط في مواقع المسلحين الاسلاميين "الوعرة" في هذه المنطقة، اصيبوا بجروح ايضاً. وأشارت الى ان العسكريين الذي وقعوا في كمين نصبته مجموعة مسلحة، استعادوا المبادرة واشتبكوا مع المجموعة لبضع ساعات. وتنتشر مجموعات صغيرة منشقة عن "الجماعة الاسلامية المسلحة" وتتألف من عناصر سابقة في كتائب "الاهوال" او "الكتيبة الخضراء" التابعة لها، في هذه المنطقة. من جهة اخرى، ذكرت صحيفة "ليبيرتي" ان اربعة اشخاص جرحوا الاربعاء بعد تعرض سيارتهم لاطلاق نار من مجموعة مسلحة على طريق قريبة من بلدة بني زيد في منطقة سكيكدة 500 كلم شرق العاصمة. وقالت صحف الاربعاء ان اثنين من العسكريين قتلا الاثنين وستة آخرين جرحوا في اعتداء نفذته مجموعة اسلامية مسلحة قرب سيدي داود في منطقة القبائل في بومرداس 50 كلم شرق العاصمة. وتشكل منطقة القبائل ساحة مفضلة لنشاطات "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يشتبه بأنها مرتبطة بتنظيم "القاعدة" الارهابي بزعامة اسامة بن لادن. ومنذ بداية شهر رمضان في 27 تشرين الاول اكتوبر، قتل 43 شخصاً بينهم 24 اسلامياً مسلحاً في اعمال عنف في الجزائر، بحسب تعداد وضع بالاستناد الى محصلات رسمية والصحافة. ومنذ مطلع العام 2003، قتل اكثر من 830 شخصاً في اعمال عنف في الجزائر بينهم اكثر من 400 اسلامي مسلح.