سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوات الاحتلال تصدر بطاقات هوية في منطقة الفلوجة وتضرب سياجاً حول العوجا . مسؤولون أميركيون : صدام ضالع في تنسيق الهجمات ويلعب دوراً في التوفيق بين الأجنحة المختلفة
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن مسؤولين أميركيين كباراً قالوا إن صدام حسين ربما يلعب دوراً رئيسياً في تنسيق وتوجيه هجمات الموالين له على القوات الاميركية في العراق، عكس ما أعلنه الرئيس جورج بوش في 2 تموز يوليو الماضي حين أشار إلى تقارير مفادها أن صدام لم يعد يشكل تهديداً للولايات المتحدة. وأظهرت معلومات استخبارية حديثة أن صدام يتصرف كعنصر مساعد أو كزعيم للمعارضة المسلحة وربما يقوم بذلك انطلاقاً من قاعدة عمليات قرب تكريت مدينة نشأته ومعقله. ويعتبر هذا التصريح عن دور قيادي لصدام حسين مناقضاً لكل تصريح سابق لإدارة بوش التي سعت إلى تصوير الزعيم العراقي السابق مطارداً وهارباً. ونقلت الصحيفة في موقعها على الانترنت عن ثلاثة مسؤولين كبار وصفهم للتقارير بأنها "موثوقة". وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن المعلومات أعطت شعوراً جديداً بضرورة ملاحقة الرئيس العراقي السابق الذي ما زال طليقاً مع 11 شخصاً من "قائمة ال55" التي وضعتها القوات الأميركية. وكانت الإدارة الأميركية روجت في الأشهر الأولى بعد سقوط بغداد أن صدام قتل في القصف المركز الذي استهدف مواقع يعتقد بأنه كان يختبئ فيها. لكن منذ حزيران يونيو الماضي بدأت وكالة الاستخبارات الأميركية تقول بوضوح إن الرئيس العراقي السابق حي يرزق. وقال مسؤول أميركي آخر: "هناك بعض التقارير يقول إنه يحرك أو يستثير المقاومة بطريقة ما". ويعتقد بأن صدام اجتمع مع نائبه عزة ابراهيم الذي كان رسمياً ثاني أعلى شخصية في النظام العراقي وقت الغزو. ويصفه مسؤولون أميركيون بأنه يلعب دوراً كبيراً في المقاومة. وأنه أجرى أخيراً اتصالات مع عدد من أعضاء تنظيم "أنصار الإسلام" المرتبط بتنظيم "القاعدة،" ما يشكل اثباتاً واضحاً للتنسيق بين الموالين لصدام والتنظيمات الأصولية أو المتطرفة التي تقاوم عسكرياً الوجود الأميركي في العراق. ولمدة تزيد على ستة أشهر كان مسؤولو إدارة بوش يقولون إنهم يعتقدون بأن صدام يقضي معظم وقته في محاولة لتفادي تعقبه. ومنذ اختفائه أصدر خمسة تسجيلات صوتية على الأقل تدعو إلى العمل المسلح. واستبعد الاميركيون أنه يلعب أي دور يزيد على دور رمزي في المقاومة المتصاعدة ضد الاحتلال. ولكن مسؤولين كباراً قالوا إن هناك علامات متزايدة على أن دوره ربما أهم بكثير مما يعتقد. وأضاف مسؤولان انه بالاضافة إلى اجتماعه مع مرؤوسيه لمناقشة المقاومة المسلحة، هناك إشارات إلى أنه يلعب دوراً في التوفيق بين الأجنحة المختلفة، وتتم الاجتماعات في سيارات متحركة لتجنب تعقب القوات الاميركية له. وصعّدت القوات الأميركية أمس حملتها للكشف عن مخبأ الرئيس العراقي السابق واجتثاث جذور المقاومة العراقية في منطقة الفلوجة، مسقط رأس صدام، وأمرت جميع البالغين سن الرشد من سن 18 سنة فما فوق، بتسجيل أسمائهم، تمهيداً للحصول على بطاقات هوية شخصية لن يسمح بالتنقل مستقبلاً من دونها. وقال اللفتنانت كولونيل ستيف راسل إن الهدف من هذا الإجراء حماية الغالبية من السكان، وأضاف ان لدى القوات الأميركية معلومات أن هناك علاقة بين الفلوجة والتخطيط لعمليات المقاومة وتمويلها، "لذلك تسعى إلى السيطرة الكاملة ليس على الفلوجة وحدها، بل على قرية العوجا القريبة والتي يتمتع عدد من قادة حزب البعث العراقي بروابط عائلية فيها أيضاً". ومنذ ساعة مبكرة صباح أمس بدأ الجنود الأميركيون بمساعدة عمال عراقيين وضع سياج من الأسلاك الشائكة حول العوجا التي تبعد 10 كلم عن مدينة تكريت، فيما تتمترس مجموعات أخرى من الجنود داخل حفر لمزيد من المراقبة لضبط الحركة ورصد تحركات رجال المقاومة في المنطقة. ويجري تفتيش السيارت الداخلة والخارجة من القرية البالغ عدد سكانها 3500 نسمة. وصباح أمس شوهد طابور من المواطنين الذين اصطفوا أمام مركز الشرطة في العوجا لتسجيل أسمائهم والتقاط الصور لهم إلكترونياً لوضعها على بطاقة الهوية، فيما عبّر عدد من المواطنين عن عدم رضاهم عن الخطوة وقلقهم منها.