يملك المبتكر والمصمم الفرنسي للمجوهرات والحلي فيليب ايروت موهبة متميزة جعلته محط أنظار دور الأزياء العالمية التي تهتم بتطوير اكسسواراتها وحليها. ويتغذى خيال إيروت من خليط الثقافات ومن مقارنتها، وصُقِل بفضل عمله الى جانب مبتكرين مشهورين ومختلفين في أساليبهم الواحد عن الآخر مثل كلود مونتانا وميشال كلاين وغي لاروش وغيرهم. ويعمل ايروت منذ عام 1998، أي منذ افتتاحه مكتبه الخاص للتصميم، على تقسيم وقته ما بين "كنزو" و"سواتش" و"باكارات" والعمل على أبحاثه الفنية الخاصة التي بفضلها رأت قطع جميلة وفريدة من نوعها النور، منها: الصُديرية المصنوعة من العقيق وحجر الفورمالين حجر نصف كريم، كذلك سلسلة العنق التي تُستعمل أيضاً كحزام وتنتهي برأس تمساح صغير. إضافة الى ذلك ابتكر المصمم أيضاً قطعاً جمع فيها ما بين جلد الثعبان وشعر الخيل الأبيض، وأخرى من جلد التمساح المشكوك والمزين بالريش، وكل هذه القطع تتميز طبعاً بفن التناقض والتنافر ما بين عناصرها. عن أسلوبه الخاص في تصميم المجوهرات والحُلي يقول إيروت: "أحب المزج ما بين الأصول المختلفة، كما أهوى التنضيد الغريب للمواد. فمثلاً أجمع ما بين لمعان الكريستال وثقل المعدن وخفة الريش في حلية واحدة، وعادة تُترجم مجوهراتي ذاكرة قبائلية متمدنة، وما أتمناه في المستقبل التوجه أكثر نحو الحلية - الاكسسوار، خصوصاً ان هذا الميدان لم يُطور بعد، وهذه الحلية تتأرجح ما بين الحُلية الراقية والحلية الابتكارية غير الأصلية". إيروت درس الفنون التطبيقية في باريس قبل أن يتخصص في صنع الحُلي والمجوهرات، وعندما يعود الى بداياته يتذكر انه والى فترة طويلة من مشواره المهني كان يبتكر الحُلي الخاصة بترويج عطور مشهورة، ويعتبر هذه الفترة مهمة جداً في حياته لزنها سمحت له باكتساب خبرة في هذا المجال. وتشير الملحقة الصحافية في دار باكارات السيدة آن شوماخر الى أهمية تعاون الدار مع إيروت وتقول: "بفضل فيليب دخلت الدار العريقة والمعروفة بصنعها الكريستال الجميل الى عالم الموضة، في الماضي كان لدينا بعض الحُلي الجميلة ولكن كانت تنقصها الحداثة والعصرية التي وجدناها اليوم في المجموعات الجديدة". وعن الخطوط الحالية للحُلي يقول ايروت: "ما ينطبق على الأزياء في الموضة ينطبق على الحُلي أيضاً، لذلك فالميل الموجود في الأزياء الى المزج ما بين الاثنيات المختلفة والغرف من مصادر الثقافات المتعددة موجود أيضاً في الحُلي والمجوهرات، كذلك هنالك عودة واضحة الى الحُلي البسيطة التي توضع بالقرب من الجلد لتلتحم معه". وتجدر الإشارة الى أن إيروت يحتفظ بمجموعات خاصة من الحُلي لا يُفرط بها أبداً تشكل خلاصة سنوات من الابتكارات والأبحاث. وهو يعمل دائماً في مكتبه - المختبر على تصميم قطع خاصة لمجموعته ينطلق منها دائماً لكي يبتكر للآخرين. ويخطط لعرضها يوماً ما في معرض مخصص له. وهذه المجموعات تسمح للمصمم بالتعبير عن رغباته وميوله بعيداً من مقاييس السوق وشروطه. ومن مشاريعه المستقبلية مشروع مع المصمم جان بول كنوت يقضي بتحضير عرض أزياء يضع الزي والحلية في المرتبة نفسها سيُقام على هامش عروض الأزياء الراقية. وعن اختياره للحُلي والمجوهرات كلُغة للتعبير الفني والابتكار يقول فيليب إيروت: "الحُلي بالنسبة إليّ هي قطع فنية لا بل تُحف، تعيش معنا وتكبر وتبقى بعدنا لأولادنا، إنها كالمنزل الذي نسكنه طوال سنوات ونتوارثه من جيل الى جيل.