ليست حلى تقليدية تلك التي تصممها الفنانة التشكيلية السورية ليلى مريود، بل هي منحوتات حقيقية موادها الفضة والزجاج والحديد وال"ريزين" عوضاً عن الصخر والرخام والخشب. تختلف تصاميم مريود عن سواها، فالعقد عندها قد يزيّن عنق المرأة، وقد يصلح أيضاً للعرض في الصالون، انها تحف - حلى في كل معنى الكلمة. بدأت مريود حياتها كفنانة تشكيلية وعملت في الحفر على المعدن والتصوير، ثم أكملت دراستها في الفنون الجميلة في باريس وهي مقيمة دوماً في العاصمة الفرنسية، واستفادت مريود من علاقتها باللوحة والألوان لتطبع حلاها بطابع مختلف لامرأة مختلفة تنتمي الى الطبقات كلها، من سيدة المجتمع الى المرأة العاملة. وتعتبر مريود الإكسسوارات جزءاً أساسياً من أناقة المرأة، واللافت أن مصممي الأزياء يستوحون حلاها قبل الشروع في تصميم أزيائهم، على عكس ما يحصل عادة. في مجموعتها المؤلفة من 140 قطعة التي ستعرض في تشرين الثاني نوفمبر المقبل في "معهد العالم العربي" في باريس، تتعاون مريود مع المصممة الجنوب أفريقية رومي لوش دايفس، التي سوف "تنحت" 12 ثوباً تتلاءم مع المجوهرات، وكانت مريود تعاونت قبلاً مع مصممين مثل لاكروا وشيرر وغيرهما من الأسماء العالمية وعرضت في بيروت وسورية والأردن وباريس. وتعترف مريود التي اجتذبت حلاها ملكات وأميرات من العالم العربي والعالم، أن بعض النساء يجدن صعوبة في التأقلم مع حلاها المبتكرة، لكنهن لا يلبثن أن يعتمدنها بعد أن يشعرن أنها ترتبط بهن، وتقدر المرأة العربية الجواهر أكثر من الغربية، "واللافت أن الغربيات يعجبهن الطابع الشرقي في حلاي بينما تعجب الشرقيات بطابعها الغربي"! تنفذ مريود حلاها بنفسها، ولا تعتمد على أحد، "تصميم الجواهر امتداد لعملي في الرسم والنحت، وأحلم بالوصول الى العالمية، وعلى رغم أنني لم أتعاون بعد مع مصممين عرب إلا أنني أحب التعاون في المستقبل مع المصمم اللبناني العالمي ايلي صعب". كلمة أخيرة توجهها ليلى مريود الى المرأة العربية، وتنصحها بألا تلاحق الموضة في الجواهر "ان كل امرأة مختلفة عن سواها، وحلاي تلائم جميع النساء لأنها غير مرتبطة بزمن ومكان معينين".