عودة الى موضوع عمود الاستاذ العزيز جهاد الخازن. يصر الاستاذ الخازن - وهذا طبعاً من حقه في التعبير عن رأيه - على اتباع الأسلوب التقليدي العربي الذي مله القارئ العربي. فسهب في الحديث عن الادارة الأميركية وأركانها، مثل تشيني وباول ورامسفيلد وغيرهم. ولا يتوقف عند هذا الحد. فيتابع بحماسة منقطعة النظير عن ذهاب باول وإيابه، وتصريح رامسفيلد، وتشيني في شركة هالبترون، وماذا نشر عنهم في الصحف الأميركية. ولا اعتقد ان جهاد الخازن تنقصه الجرأة. في الحقيقة، بمنتهى الصراحة، آن الأوان للكف عن الاسلوب السردي الذي يشبه في محتواه نشرات الاخبار في بعض الاذاعات والفضائيات العربية. ومن وجهة نظري الشخصية إننا في حاجة ماسة الى موضوعات أكثر فائدة تعالج من خلالها قضايانا المصيرية بواقعية وعقلانية، يستفيد منها قادة أمتنا وشعوبها حتى لا تتكرر مأساة العراق، وتصبح كل الدول العربية افغانستان أخرى، ولا تملي الادارة الأميركية أوامرها على قادتنا وعلينا، من على حاملات الطائرات وفوق ظهور الصواريخ العابرة القارات. نحن في حاجة الى أعمدة تدعو قادتنا العرب الى ترتيب شؤون بيوتهم، واعطاء ابنائهم من المواطنين مساحة اكبر من الحرية، اسوة بتجربة مملكة البحرين، وما سبقها من تجارب في منطقة الخليج. القارئ العربي، وهو المواطن العربي، في حاجة لاعمدة تسند آراءه وتعبر عما يجول في خاطره. ويطالب بقنوات فضائية ومثقفين يخاطبون الادارة الأميركية، والرأي العام الأميركي، بمفهوم الاسلام الحقيقي. مثقفون يطالبون بعدم تحويل العراق الى اسرائىل اخرى تنتهك فيها حقوق المواطن العراقي، عبر غارات يومية مفاجئة يقوم بها الجنود الاميركيون، وينتهكون حرمات الأسر الآمنة، فيقضون مضاجعهم، وينشرون الرعب في قلوب الاطفال الأبرياء، بحثاً عن رموز النظام السابق. ألم يتساءل مثقفونا، وكتاب الأعمدة العرب قط عن مصير الطفل الفلسطيني، والطفل العراقي الذي يعيش تلك الكوابيس يومياً، ويشاهد، يومياً، كيف تكسر الأبواب، ويعبث بالممتلكات الخاصة؟ تلك المشاهد ستتحول الى اسئلة كثيرة منها: ما الفرق بين النظام السابق والنظام الحالي وبين الاحتلال الصهيوني؟ أين الوعود بكفالة حرية المواطن العراقي؟ مملكة البحرين - طارق راشد حسن