حامت علامات من "التشكك" ازاء امكانية اقلاع حكومة "الطوارئ" الجديدة برئاسة احمد قريع أبو علاء في يومها الاول، مع تصاعد الاصوات داخل المجلس التشريعي الفلسطيني المطالبة بتقديم هذه الحكومة للمصادقة عليها واستبعاد اوساط من حركة "فتح" التي اصطبغت الحكومة بلونها الوحيد، امكانية نجاحها في القيام بالمهام الملقاة على كاهلها. وتغيب اللواء نصر يوسف وزير الداخلية في حكومة "الطوارئ" الفلسطينية الجديدة عن مراسم أداء اليمين الدستورية امام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره "المقاطعة" في مدينة رام الله على رغم وجوده في المقر اثناء تأدية هذه المراسم. وردت اسرائيل سريعاً على دعوات رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد للعودة الى طاولة المفاوضات للتوصل الى وقف متبادل لاطلاق النار من خلال تصريحات "نارية" أطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون وقادة عسكريون آخرون ب"محاربة اعداء اسرائيل في كل مكان ووسيلة" وتجديد تهديداتهم لسورية ولبنان وايران. وصعد جيش الاحتلال في غضون ذلك اعتداءاته على الفلسطينيين واراضيهم. توجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى رئيس الحكومة الجديد ابو علاء في ختام مراسم اداء اليمين القانونية لاعضاء حكومة الطوارئ بالقول: "ماذا اقول لك... الله يعينك يا اخي ابو علاء" في اشارة الى حجم التحديات التي تواجه هذه الحكومة التي اكد ان على الفلسطينيين شعباً وقيادة والامة العربية كافة "ان تكون بمستوى التحديات المطروحة علينا". وتمنى الرئيس النجاح والتوفيق لحكومة الطوارئ. وأدى يمين الولاء بالاضافة الى رئيس الحكومة ستة من اصل ثمانية وزراء هم سلام فياض وزيراً للمال ونبيل شعث وزيراً للخارجية وصائب عريقات وعبدالرحمن حمد وجمال الشوبكي ونعيم ابو الحمص من دون ان تسمى الحقائب الوزارية التي سيتسلمونها. وتغيب الوزير جواد الطيبي بسبب منع سلطات الاحتلال الاسرائيلية حضوره من غزة الى رام الله فيما امتنع وزير الداخلية اللواء نصر يوسف عن اداء اليمين، وذلك، وفقاً لمصادر مطلعة، لعدم رضاه عن اسماء النواب الثلاثة لوزارة الداخلية الذين اختارهم الرئيس ورئيس الوزراء لتولي هذه المناصب. ولم يعلن رسمياً عن اسماء النواب الثلاثة، غير ان مصادر قريبة من مركز صنع القرار قالت ل"الحياة" ان الحديث يدور عن اللواء عبدالرزاق المجايدة قائد قوات الامن الوطني في قطاع غزة واللواء امين الهندي وقائد الشرطة في غزة غازي الجبالي. واكد الأمين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم ان الوزيرين اللواء يوسف والطيبي سيؤديان اليمين في وقت لاحق، مشيراً الى ان "ظروفاً طارئة وخارجة عن الارادة تقف وراء عدم مشاركتهما في المراسم". وشوهد يوسف وهو يدخل "المقاطعة" ثم يخرج منها بعد انتهاء المراسم. وانتقل اعضاء الحكومة الجديدة الى مقر مجلس الوزراء الجديد في المدينة للمشاركة في الاجتماع الاول للحكومة حيث سيتم تحديد اطارها القانوني ومهام عملها. وتضاربت الانباء بشأن عقد جلسة للمجلس التشريعي الفلسطيني يعرض خلالها برنامج الحكومة السياسي للثقة. و اشار وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في تصريح الى "الحياة" الى ان المجلس التشريعي سينعقد خلال الساعات المقبلة حتى يتسنى لاعضائه الوصول الى رام الله لمنح الثقة ببرنامج الحكومة السياسي، موضحاً ان الخبراء القانونيين اكدوا ان تشكيلة حكومة الطوارئ ليست ملزمة بالحصول على ثقة المجلس في فترتها القصيرة وهي شهر. واضاف: "حرصاً من الحكومة على تأكيد انها لا تتهرب من رقابة المجلس التشريعي فإن المجلس سيعقد جلسته وذلك كما ارتأى الرئيس ورئيس الوزراء". غير ان الوزير صائب عريقات اكد ان التشريعي لن ينعقد قبل الاحد المقبل، مشيراً الى العراقيل التي تضعها اسرائيل امام وصول النواب من المحافظات الفلسطينية الى رام الله. ويلتقي اعضاء كتلة "فتح" في المجلس التشريعي مع الرئيس الفلسطيني مساء الثلثاء وذلك قبل اتخاذ موقف موحد ازاء حكومة الطوارئ التي لاقت تحفظاً من جانب اوساط في الحركة. واصدرت حركة "فتح" بياناً شديد اللهجة انتقدت فيه حكومة الطوارئ، مشيرة الى ان ذلك يعد تقهقراً عن الموقف السابق لرئيسها الذي كان شرع بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال النائب عن حركة "فتح" في التشريعي حاتم عبدالقادر ل"الحياة" ان اعضاء كتلته في المجلس سيطالبون بتوضيحات بشأن برنامج الحكومة والرد على سؤال "باتجاه من اعلنت حالة الطوارئ؟ لمواجهة العدوان الاسرائيلي ام فصائل المقاومة؟". وقال "ابو علاء" في رده على وصف الحكومة الاسرائيلية الوزارة الفلسطينية الجديدة بأنها "حكومة بهلوانات" للصحافيين بعد انتهاء اداء اليمين ان "شارون هو اكبر بهلوان". وكان "ابو علاء" اكد استعداده للجلوس فوراً مع المسؤولين الاسرائيليين للتفاوض حول "وقف اطلاق نار شامل ومتبادل ودائم"، مضيفاً انه سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي "عندما يكون ذلك ضرورياً ومفيداً". واشار قريع الى ان حكومته ستواصل حوارها مع التنظيمات الفلسطينية وتكثيف الاتصالات مع جميع الفصائل والتنظيمات كافة وفي مقدمها حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وعلى اعلى المستويات. وقال: "لن أصغي الى الاميركيين سأصغي فقط الى حقوقنا الوطنية لن ندخل في مواجهة ولن نخوض حربا أهلية". وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" هاني الحسن في تصريحات ل"الحياة" ان الحكومة الجديدة ستعمل على انهاء حالة فوضى السلاح في الشارع الفلسطيني، لكنه اضاف: "هذا لا يعني بأي حال من الاحوال جمع سلاح المقاومة ولكن يجب ضبط الامور لمواجهة العدوان الاسرائيلي المتصاعد والمتواصل الذي يسعى الى توسيع دائرة العدوان الى المحيط الاقليمي". على صعيد آخر، اكد وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث ل"الحياة" ان حالة الرئيس الصحية "جيدة" وان سبب الشحوب في وجهه امتناعه عن تناول كميات كافية من الطعام بسبب الآلام التي يعاني منها في المعدة.